الرئيسيةعرب-وعالم

الفاشر على أعتاب المجاعة بعد غلق التكايا

تقرير: سمر صفي الدين

تشهد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، اشتدادًا في الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مع تصاعد التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية وشيكة نتيجة انعدام الغذاء.

وتفيد مصادر محلية بأن قوات الدعم السريع قصفت، صباح السبت، مواقع للجيش بمحيط قيادة الفرقة السادسة وأحياء سكنية شمال غربي المدينة، مما ألحق أضرارًا وخسائر بممتلكات المدنيين.

توقف المطابخ الخيرية

وتعلن المطابخ الخيرية المحلية، المعروفة باسم “التكايا”، توقفها المؤقت عن استقبال التبرعات الغذائية بسبب نفاد المواد الأساسية من الأسواق. بما في ذلك الذرة وحبوب الدخن وعلف الماشية.

ويؤكد القائمون على هذه المبادرات أن آلاف النازحين والمواطنين كانوا يعتمدون على وجبة واحدة يوميًا منها، ما ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية.

لاجئون سودانيون يتلقون إمدادات المياه

تصاعد الحصار والاشتباكات

ومنذ مايو 2024، تفرض قوات الدعم السريع حصارًا خانقًا على المدينة، مانعة دخول السلع والإغاثة والأدوية، وشاقة خنادق حولها لتشديد الطوق.

وتشير الأمم المتحدة إلى أن 300 ألف مدني على الأقل محاصرون داخل 127 مركز إيواء و42 حيًا سكنيًا. فيما يعاني 38% من أطفال النزوح سوء تغذية حاد، منهم 11% في حالة وخيمة.

تحذيرات أممية متصاعدة

وتشدد مديرة العمليات بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إديم وسورنو، على أن الفاشر محاصرة بالكامل. وأن المنظمة بانتظار موافقة قوات الدعم السريع لإدخال المساعدات، رغم حصولها على ضمانات من الجيش.

كما تحذر من أن الأوضاع في الخرطوم كارثية، مع تحولها إلى مدينة أشباح، وبلوغ مستويات الجوع حدًا جعل الأطفال “جلدًا على عظم”.

انهيار الأسواق وارتفاع الأسعار

ويفيد برنامج الأغذية العالمي بأن القدرة على الصمود في الفاشر تلاشت بعد أكثر من عامين من الحرب. وأن أسعار الذرة الرفيعة والقمح ارتفعت بنسبة 460%، فيما باتت الأسواق شبه فارغة وأغلقت معظم المطابخ المشتركة.

ويحذر مسؤولو البرنامج من أن أرواحًا ستزهق ما لم يسمح بوصول فوري ومستدام للإمدادات الغذائية والدوائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights