📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
أخبار

درس التراويح بالأزهر: التواضع سبيل الخير ونبذ الكبر

📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن

 

أكد فضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، خلال درس التراويح بالجامع الأزهر، يوم السبت، أن التواضع من أعظم الصفات التي يدعو إليها الإسلام، وهو سمة من سمات الأنبياء والصالحين، حيث يجلب الخير والنفع للأفراد والمجتمع، بينما يؤدي التكبر إلى النفور والضياع.

وأوضح فضيلته أن الإنسان خُلق خليفة في الأرض، وجعل الله له السيادة على نفسه، ولذلك فهو بطبعه ينفر من التكبر والاستعلاء، حتى وإن كان الكلام الموجه إليه صحيحًا، إذا قُدّم له بنبرة من الغرور والتعالي.
واستشهد بقصة أحد العلماء الذي قال لأحد طلابه، وكان ينطق دائمًا بالصواب ولكن بنبرة استعلاء على زملائه: “ما كرهتُ صوابًا أسمعه إلا منك”.

التواضع في القرآن الكريم

وأشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن مصطلح “التواضع” لم يُذكر صراحةً في القرآن الكريم، ولكن وردت العديد من الآيات التي تصف صفات المتواضعين، ومن ذلك قوله تعالى:

﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍۢ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلْأَنْعَٰمِ ۗ فَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَٰحِدٌ فَلَهُۥٓ أَسْلِمُواْ ۗ وَبَشِّرِ ٱلْمُخْبِتِينَ﴾ [الحج: 34].

وأوضح أن “المخبتين” في الآية الكريمة هم المتواضعون، مشبهًا التواضع بالأرض المنخفضة التي تتجمع فيها مياه المطر، فيكون فيها الخير والبركة، على عكس الأرض المرتفعة التي لا تثبت عليها المياه، فيكون التكبر فيها مآله الجفاف والخسران.

كما استشهد بآيات أخرى تدعو للتواضع، مثل قوله تعالى:

﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا﴾ [الفرقان: 63]، وقوله: ﴿وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا﴾ [لقمان: 18].

مكانة التواضع في الإسلام

أكد الدكتور سلامة داود أن التواضع من العبادات العظيمة التي غفل عنها كثير من الناس، مستشهدًا بقول السيدة عائشة رضي الله عنها: “أيها الناس، إنكم لتغفلون، العبادة التواضع”.
كما أشار إلى قول عبد الله بن المبارك: “التواضع أن تضع نفسك دون من هو أقل منك في النعمة، حتى لا يرى لك عليه فضلًا”، أي أن لا يتفاخر الإنسان بثرائه أو مكانته على غيره، بل يعامل الجميع بالمساواة والرحمة.

وأوضح فضيلته أن الله تعالى أمر نبيه محمد ﷺ بالتواضع في قوله:

﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الحجر: 88]، أي أن يكون لينًا رحيمًا بهم، لكنه في حق الوالدين أضاف صفة الذل فقال: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ﴾ [الإسراء: 24]، وذلك لأن الذل للوالدين هو نوع من الانكسار أمامهما، بعكس الأمر للنبي ﷺ الذي لا يليق به الذل، بل الرحمة والتواضع.

التواضع في الحج.. أسمى صور العبودية

وفي حديثه عن علاقة التواضع بالحج، أوضح فضيلة الدكتور سلامة داود أن الحج يجسد مفهوم التواضع في أرقى صوره، حيث يرتدي الجميع لباسًا موحدًا، ويقفون على صعيد واحد، متجردين من أي مظاهر تفاخر أو تفاضل.

وأشار إلى أن التواضع هو السبيل للارتقاء في طلب العلم، حيث قال: “من أراد العلم، فليذل نفسه له”، موضحًا أن الإنسان إذا دخل طلب العلم بكبر، فلن ينال منه شيئًا، أما إذا دخل إليه بذل وتواضع، فسيفتح الله له أبواب الفهم والبركة.

ختام الدرس: التواضع أساس العدل والسلام

اختتم رئيس جامعة الأزهر درسه بالتأكيد على أن التواضع هو أساس السلام المجتمعي، حيث يعزز المحبة والتعاون بين الناس، ويمنع النزاعات والصراعات التي تنشأ بسبب الكبر والغرور.

واستشهد بقول الله تعالى:

﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ [المائدة: 54]، موضحًا أن المؤمن الحق يتواضع لإخوانه المسلمين، لكنه يتمسك بعزته وكرامته أمام من يحاول الإساءة إليه أو لدينه.

وأكد فضيلته أن التواضع ليس ضعفًا، بل هو سلوك نابع من قوة الإيمان، وهو مفتاح النجاح في الدنيا والآخرة، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: “من تواضع لله رفعه”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights