التهجير هدف الحرب الحقيقي.. خبير يكشف عن خفايا المخطط الإسرائيلي
اللواء محمد عبد الواحد: الحرب لن تتوقف بتسليم الأسرى

في ظل تعثر المفاوضات بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية “حماس” بشأن صفقة تبادل الأسرى، تشير تحليلات استراتيجية إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لا تنوي وقف العمليات العسكرية في قطاع غزة حتى في حال تسليم جميع الرهائن.
وهذا ما يؤكده اللواء محمد عبد الواحد، الخبير في الأمن القومي والعلاقات الدولية، في تصريحات خاصة لـ”اليوم”، حيث يرى أن “إسرائيل تمضي قدماً في تنفيذ أهداف تتجاوز حدود استعادة الأسرى، وصولاً إلى إعادة تشكيل واقع غزة بالكامل”.
مفاوضات شكلية.. بلا صلاحيات حقيقية
يرى اللواء عبد الواحد أن إسرائيل تشارك في المفاوضات الجارية “دون نية حقيقية للتوصل إلى نتائج”، قائلاً: “ترسل إسرائيل وفوداً متكررة إلى المحادثات، لكنها وفود دون صلاحيات، بهدف كسب الوقت وإيهام المجتمع الدولي بأنها تسعى للحل”.
وبحسب تحليله، فإن القيادة الإسرائيلية – وخاصة الائتلاف اليميني المتطرف بزعامة نتنياهو – تسعى لاستغلال المفاوضات كغطاء سياسي ودبلوماسي لمواصلة عمليتها العسكرية، موضحاً أن “حماس قد توافق على تسليم جميع الأسرى البالغ عددهم 59، ولكن إسرائيل لن تتوقف”.
اقرأ أيضًا:: نتنياهو والحرب الدائمة.. هل يستخدم غزة للبقاء في السلطة؟
هدف معلن: تهجير سكان غزة
يشير اللواء عبد الواحد إلى أن الحرب الحالية تحمل في طياتها هدفاً كان خفياً وأصبح معلناً، وهو “الاستيلاء الكامل على غزة وتهجير سكانها”.
“هذا الهدف أصبح واضحاً بعد تصريحات ترامب ونتنياهو، التي أكدت الرغبة في تنفيذ خطة تهجير فلسطينيي غزة وفق الرؤية الأمريكية – الإسرائيلية”، حسبما قال لـ”اليوم”.
وأضاف: “إسرائيل بدأت فعلياً تنفيذ التهجير باستخدام تكتيك الصدمة والغارات الجوية الكثيفة، ما أدى إلى خلق بيئة طاردة لا تصلح للحياة”.
الأسد لا يهتم بفريسته
يذهب اللواء عبد الواحد أبعد من ذلك، مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا تكترث فعلياً بمصير الأسرى الإسرائيليين في غزة: “الحكومة اليمينية المتطرفة لا تضع ملف الأسرى كأولوية، لأن لديها أهدافاً وطنية وقومية ودينية تراها أكثر أهمية”.
وأوضح أن الاحتلال يبرر استمراره في الحرب بـ”مواصلة تفتيش غزة بحثاً عن عناصر حماس أو أسلحة مزعومة، حتى لو غادرت قيادات الحركة القطاع”.
تهجير بـ”موافقة ضمنية”
يتهم عبد الواحد إسرائيل بمحاولة تمرير خطة التهجير تدريجياً، قائلاً: “إسرائيل تحاول إقناع الفلسطينيين أن بعض الدول العربية تقبل بفكرة ترحيل سكان غزة، وطرحت هذه الخطة ضمن سيناريوهات رسمية”.
ويتابع: “التحركات ستستمر تحت مسمى (الخروج الطوعي)، بينما الواقع أن البيئة التي صنعتها إسرائيل بالقصف المتواصل والجوع والدمار لا تترك للسكان خياراً”.
هل تنجح مصر في كسر المخطط؟
ورغم إصرار إسرائيل، يرى عبد الواحد أن التحركات المصرية لا تزال تراهن على إيجاد حل سياسي يمنع التهجير ويوقف نزيف الدماء.
لكنه يحذّر من أن نجاح أي مبادرة “يتطلب ضغطاً دولياً حقيقياً على إسرائيل، وهو أمر لم يتحقق حتى الآن”.