الرئيسيةعرب-وعالم

قمة بغداد… أين الواقع الغزي من الضغط الفاعل؟

تقرير: مروة محي الدين

في وقت انعقاد القمة العربية أمس- الأحد- في بغداد، كانت طائرات الاحتلال تدك المنازل وخيام النازحين على رؤوس ساكنيها، حيث نقلت شبكة قدس الإخبارية مشهدًا لجثة أحد أطفال عائلة “أبو لبدة”، الذين قصفهم الاحتلال في منزلهم في حي المحطة بمدينة دير البلح وسط القطاع، وقد انحصرت بين خرسانة السقف المنهارة وإحدى حوائطه المتداعية، واستمر الوضع المأساوي  في القطاع أثناء انعقادها، وازدادت وحشية الاحتلال عقب انتهاء القمة.

الوضع في غزة

على الرغم من أن هدف القمة (34) كان صياغة مقاربة مشتركة تجاه الملفات الشائكة، وعلى رأسها غزة، وتركيز كلمات القادة العرب على الوقف الفوري للعدوان على غزة، ودعم قيام دولة فلسطينية مستقلة، ورفض التدخلات الغربية في الشئون العربية، شهدت القمة غياب 16 زعيمًا عربيًا بينهم: قادة السعودية والإمارات والبحرين والكويت وعمان والأردن.

وقد علق اللواء أ.ح الدكتور “سمير فرج”- الخبير العسكري والمدير السابق للشئون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية- في تصريحات خاصة لموقع “اليوم”، فقال: “الموقف في غزة ازداد ضعفًا، بعد ما حدث في القمة العربية في بغداد، حيث تخلف كثير من قادة الدول العربية، لاسيما قادة الخليج العربي حيث لم يحضر منهم سوى أمير قطر، وعلى الرغم من إجماع الأراء على دعم غزة، فقد أضعف نتائجها عدم حضور أولئك القادة حتى الجلسة الختامية، ومن هنا فالوضع أخذ في السوء، وتبقى مصر متحملة  عبء هذا الوضع في المنطقة”.

الضغط على الاحتلال

حضر القمة العربية “بيدرو سانشيز”- رئيس الوزراء الإسباني، وأكد في كلمته عزم بلاده مضاعفة الضغط على الاحتلال باستنفار كافة الوسائل القانونية، وتحضير مشروع قرار يقدم للأمم المتحدة يطالب المحكمة الجنائية الدولية بتجريم الاحتلال، على ما ارتكبه من جرائم في غزة تنتهك القانون الدولي الإنساني بشكل سافر، بما بشر باحتمال وجود ضغوط دولية تخرج من القمة، ويخضع لها الاحتلال.

وهو ما نفاه اللواء “فرج” قائلًا: “للأسف تصريحات إسبانيا ومحاولات الضغط ليست إلا كلامًا معنويًا، حيث لا تملك سلطة على الاحتلال، وقد سبق ومارس ماكرون ضغط عليهم، ولم يفض ذلك إلا للقدح فيه والنيل منه في وسائل الإعلام العبري”.

وأضاف مبينا فرصة الضغط: “ثمة فرصة ضغط عربي كانت موجودة، وقت زيارة ترامب للخليج، تكاد تكون فرصة الضغط الوحيدة التي كانت موجودة، وذلك الضغط عليه لوقف الحرب وإدخال المساعدات، مثلما ضغطوا عليه لرفع العقوبات عن سوريا، فالأولوية كانت لغزة التي تعاني وضعًا مأساويًا”.

نتائج القمة

جاءت نتائج قمة بغداد فيما يتعلق بغزة مركزة على: الوقف الفوري للإبادة الجماعية والعمليات العسكرية في غزة، مدينا العدوان ومطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، لوقف نزيف الدم في غزة وإدخال المساعدات إليها، ورفض كافة أشكال تهجير الفلسطينيين تحت وطأة أي ظروف أو مسمى، مؤكدة على حق الفلسطينيين الأصيل في تقرير مصيرهم، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وحق العودة وتعويض اللاجئين.

لكن الجماهير العربية رأت نتائجها مخيبة للآمال، معتبرة إياها معبرا عن حالة الوهن العربي، وعلى نفس المنوال وفي ميزان الواقع على الأرض، قيم اللواء “فرج” تلك النتائج، فقال: “كما أضعف عدم حضور كثير من القادة العرب لمؤتمر القمة نتائجها- التي جاءت لا تحمل جديدًا- أظهر ضعف قادة العرب أمام الاحتلال وأمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حتى في موضوع إدخال المساعدات لا يعدو حديثها حدود الكلمات، حيث كانت القمة السابقة في القاهرة تحدثت عن ذات الموضوعات، دون وجود فعل حقيقي على الأرض. وأشار لأسباب عدم دخول المساعدات فقال: إنه رفض رئيس وزراء الاحتلال “بنيامين نتنياهو” دخولها”.

وبرؤية الخبير الإستراتيجي نظر إلى المشهد شديد التعقيد في غزة، نافيا وجود آمال تلوح في الأفق لحلحلة ذلك الوضع الضبابي فيها، على الرغم من الآمال الكبيرة التي كانت منعقدة على زيارة الرئيس الأمريكي، لاسيما وقد بدأ الاحتلال في توسيع عمليته العسكرية في غزة بعملية شاملة، بما يؤكد أن حكومة الاحتلال ستمضي في تدمير المنازل والحياة فيها، بحثًا عن أسرى، واستكمالا لسعيها لتهجير سكانها إلى ليبيا أو أي بلد آخر.

إقرأ أيضًا: جولة ترامب الخليجية… أين غزة من قوة الضغط العربي؟ 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights