
في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي وقع في بلدة بيهالغام السياحية في جامو وكشمير، وأسفر عن مقتل 27 شخصًا، توترت الأوضاع بشكل كبير بين الهند وباكستان، مما يهدد بتصعيد عسكري يجرّ المنطقة إلى مواجهة دامية جديدة.
وفي تصريحات خاصة لـ “اليوم”، أكد الدكتور محمد نعيم، الباحث الأكاديمي في نيودلهي، أن الوضع الحالي يتطلب وقف التصعيد والبحث عن حلول دبلوماسية بديلة، قائلاً: “التصعيد العسكري بين الهند وباكستان لن يكون في صالح أي من البلدين، في واقع الأمر، إن التصعيد سيزيد من تعقيد الوضع، خاصة مع تزايد التوترات الطائفية في كشمير واستهداف المدنيين الأبرياء”.
وأوضح نعيم أن الهند اتخذت إجراءات صارمة ضد باكستان بعد الهجوم، من بينها إغلاق معبر “أتاري” الحدودي، سحب الاتفاقات المائية، وطرد رعايا باكستان.
وأشار إلى أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى تصعيد دبلوماسي وأمني، مما قد يهدد استقرار المنطقة بشكل أكبر.
وأضاف: “إذا استمر التصعيد بين البلدين، فالأمور قد تخرج عن السيطرة وتؤدي إلى صراع مباشر، وهذا سينعكس على الوضع الإنساني في كشمير ويزيد من المعاناة للمدنيين”.
دعوة للوساطة الدولية
وفي رؤيته حول كيفية تجنب التصعيد، شدد الدكتور نعيم على ضرورة التوجه نحو الدبلوماسية والوساطة الدولية.
وأكد أنه من المهم تجنب التصريحات العدائية واستئناف الحوار بين الجانبين الهندي والباكستاني عبر منظمات دولية مثل الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة شنغهاي للتعاون، التي يمكنها تقديم منصة للحوار وتخفيف حدة التوتر.
وقال نعيم في تصريحاته لـ “اليوم”: “توجد قنوات دبلوماسية يجب أن تُفعّل، ويمكن للجهات الدولية مثل مجموعة العشرين، البنك الدولي، وروسيا أن تلعب دورًا مهمًا في هذا الصدد، ما نحتاجه الآن هو تبني أسلوب حوار متوازن لا يتسم بالعداء، وتجنب اتخاذ إجراءات قد تؤدي إلى المزيد من التصعيد”.
التأثيرات الاقتصادية والإنسانية
وأكد الباحث الأكاديمي أن التصعيد قد ينعكس بشكل مباشر على الاقتصاد الإقليمي، مشيرًا إلى أن إغلاق الحدود وتعليق التجارة بين الهند وباكستان سيؤثر بشكل كبير على حركة السلع والموارد في جنوب آسيا.
وأضاف: “أي تصعيد عسكري سيكون له تبعات إنسانية واقتصادية خطيرة، مع احتمال حدوث نزوح جماعي في كشمير”.
وأشار أيضًا إلى أن الدور الدولي سيكون محوريًا في تهدئة الأزمة، حيث يمكن أن يسهم الصين وروسيا في محاولة احتواء الأزمة، خاصة أن الصين تعتبر شريكًا استراتيجيًا لباكستان في العديد من المجالات.
دعوة إلى تجنب التصعيد
وفي ختام تصريحاته، دعا الدكتور نعيم إلى أن يتمسك الطرفان بتعزيز الحوار والوساطة الدولية، قائلًا: “لا يمكن للعالم أن يتحمل المزيد من التوتر في هذه المنطقة، التي تشكل تهديدًا ليس فقط للهند وباكستان، بل لاستقرار المنطقة بأكملها، والخيار الأنسب الآن هو العودة إلى طاولة الحوار، بعيدًا عن التصعيد العسكري، لأن الحرب ليست الحل”.
اقرأ :: “نحن جوعى وخائفون”.. طلاب كشميريون علقون في الهند يستغيثون
اقرأ أيضًا:: مفكر هندي: التوترات مع باكستان تهدد التنسيق النووي وقد تعيد تدويل قضية كشمير (حوار)