أوكرانيا بين التقسيم والسلام: خطة أمريكية تثير جدلًا دوليًا

كشفت وسائل إعلام أمريكية عن خطة مثيرة تقدم بها الجنرال كيث كيلوغ، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أوكرانيا، تهدف إلى تسوية الصراع الأوكراني عبر تقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ، على غرار تقسيم برلين بعد الحرب العالمية الثانية.
وفي مقابلة صحفية، اقترح كيلوغ أن يكون نهر دنيبر بمثابة خط فاصل بين هذه المناطق، بحيث تخضع الضفة الشرقية لنفوذ روسي، والغربية لوجود أوروبي، في حين تتوسط قوات أوكرانية بين الجانبين. كما أشار إلى إمكانية إنشاء “منطقة منزوعة السلاح” بعرض 15 كيلومترًا على جانبي خط التماس، تتم مراقبتها دوليًا، رغم احتمالية حدوث خروقات.
وجاءت هذه التصريحات في ظل استمرار الصراع الذي اندلع في 24 فبراير 2022، ومع تعثر الجهود الدولية لإيجاد تسوية سياسية. وقد أبدت دول مثل فرنسا وبريطانيا استعدادها لدعم نشر قوات أوروبية لحفظ السلام في أوكرانيا عقب انتهاء الحرب، بينما استبعد كيلوغ مشاركة أمريكية عسكرية مباشرة في هذا الانتشار.
وأكد المبعوث الأمريكي أن وجود قوات فرنسية وبريطانية غربي نهر دنيبر لن يشكل استفزازًا لموسكو، لكنه أقر بإمكانية رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لهذا المقترح.
في المقابل، اتهم كيلوغ عبر منصة “إكس” الصحيفة التي نشرت تصريحاته بتحريف أقواله، موضحًا أنه لم يدعُ إلى تقسيم أوكرانيا، بل ناقش فقط احتمالات توزيع مسؤوليات القوات الدولية بعد وقف إطلاق النار، مشددًا على دعمه لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.
وفي تطور متصل، تحدث المبعوث الآخر للرئيس ترامب، ستيف ويتكوف، عقب لقائه مع الممثل الروسي كيريل دميترييف، عن أن الطريق الأسرع لإنهاء الحرب يتمثل في الاعتراف بسيطرة موسكو على أربع مناطق أوكرانية. وذكرت صحيفة بريطانية أن ويتكوف نقل هذا الرأي إلى ترامب خلال 48 ساعة من لقائه، لكن كيلوغ عارض بشدة هذه الطروحات، مؤكدًا أن كييف لن تتخلى عن مطالبها بهذه المناطق.
وبحسب مصادر إعلامية، لم يتخذ ترامب بعد قرارًا نهائيًا بشأن تعديل الاستراتيجية الأمريكية تجاه الأزمة الأوكرانية.