ما بين حُلم البطولة وشغف الرياضة، لم يتخيّل الشاب عبد الله محمد صبحي أن آخر مشاويره سيكون موعدًا مع القدر على الأسفلت. بطلٌ صعد منصات التتويج باسم مصر، وملأ القلوب فخرًا بإنجازاته، خُطف فجأة في مشهد مأساوي لا يُنسى، حين حوّلت عجلات مقطورة طائشة جسده الطموح إلى رقم في سجل الحوادث.
الحكاية بدأت على الطريق الدائري الأوسطي، بالقرب من منطقة التجمع الخامس، حين كان عبد الله في طريقه بسيارته، لا يعلم أن خلفه مقطورتين تتسابقان بجنون، كأنهما في سباق غير مبالٍ بحياة البشر. في لحظة، انحرفت إحداهما عن مسارها، واصطدمت مباشرة بسيارة البطل، لتسقطه من قمة المجد إلى قاع الفاجعة.
السيارة لم تصمد. أصبحت كومة من الحديد. أما عبد الله، فقد لفظ أنفاسه الأخيرة وسط ذهول المارة الذين هرعوا إليه دون جدوى. أحد شهود العيان قال بصوت مرتعش: “ما لحقناش.. المقطورة طارت بيه حرفيًا، الحادث حصل في ثانية، وكلنا اتجمدنا”.
الشرطة وصلت سريعًا، فرضت كردونًا أمنيًا، وبدأت في رفع آثار الحادث من الطريق، بينما تولت النيابة التحقيق، وحررت محضرًا رسميًا بالواقعة. السائق المتهم فرّ هاربًا، لكن العدالة بدأت تتحرك، حيث تقوم فرق البحث بتفريغ الكاميرات والاستماع لأقوال الشهود في محاولة للقبض عليه.
عبد الله، بطل مصر وأفريقيا في كمال الأجسام، لم يكن مجرد لاعب، بل كان رمزًا للإصرار والانضباط، شابًا أحب الحياة ورفع علم بلده عاليًا. اليوم، تبكيه صالات التدريب، وتنعاه المنصات الرياضية ومواقع التواصل برسائل محبة ودموع.
