حوادث

استغل قيامها للصلاة.. مقتل “زغلولة” على يد حفيدها بعد فشله في سرقتها

بين جدران منزلٍ هادئ، في أحد أحياء أوسيم القديمة بمحافظة الجيزة، كانت الحاجة زغلولة تعيش حياتها البسيطة، تلك السيدة الستينية التي لطالما عُرفت بطيبتها وملامحها الوديعة، ورضاها بما قُسم لها.

وجدت الأمان في رحاب منزلها ورفقة جيرانها، ومع حفيدها الذي تقاسم معها سقف البيت، إذ يسكن الطابق العلوي؛ لم يكن أحد يتخيل أن يصبح أقرب الناس إليها هو من سيكتب بيده نهاية حياتها.

في تلك الليلة، وبينما كانت تستعد لأداء صلاة المغرب، وقفت الحاجة زغلولة في الحمام الخارجي، تتوضأ بخشوع؛ لم يخطر ببالها أن يدًا من دمها ستتحول إلى خنجر يغدر بها.

في لحظة مفاجئة، ظهر حفيدها من خلفها، ممسكًا بكرسي خشبي، وضربها بقوة لم تتخيلها، ضربة قاسية أوقعتها أرضًا وأفقدتها الوعي، لكن قسوة الجريمة لم تقف عند هذا الحد، فبينما كانت الجدة المسكينة تلفظ أنفاسها الأخيرة، قام الشاب بجريمة تقشعر لها الأبدان؛ قطع أذنيها ويدها ليتمكن من سرقة قطع الذهب التي كانت ترتديها.

ولم يكن هذا الاعتداء البشع وليد لحظةٍ غاب فيها الضمير، بل كان مخططًا أعدّه الحفيد مستغلًا معرفة عاداتها اليومية، وطمعًا في ما تملكه من ذهب ليبيع بعضه ويجني مالًا يحقق به طموحاته.

بعد تنفيذ جريمته، توجّه الحفيد إلى أخته وزوجته اللتين لم تكتشفا فداحة الأمر، وطلب منهما المساعدة في بيع بعض القطع الذهبية، فاستجابتا دون إدراك حقيقة ما حدث.

ولكن صباح اليوم التالي، كشفت ابنة الحاجة زغلولة الكبرى الجريمة المروّعة، حين دخلت للاطمئنان على والدتها ووجدتها غارقة في دمائها داخل الحمام.

وفي مشهد يبعث على الحزن والخوف، تجمّع الجيران الذين صُدموا من قسوة الجريمة، في حين بدأت الشرطة تحقيقاتها، ولم تلبث الأدلة أن تكشفت بسرعة، فقد فضحت كاميرات المراقبة المحيطة بالمنزل خيوط الحادثة؛ الشاب الذي استغل علاقته الوثيقة بمعرفة أدق تفاصيل حياة جدته ليحوّل حبه الظاهر إلى خيانة قاتلة.

في نهاية المطاف، وبعد جلسات محكمة طويلة، قضت محكمة جنوب القاهرة بإعدام المتهم الأول، حفيد المجني عليها، عقابًا على جريمته النكراء، وحكمت بالسجن المشدد 15 عامًا لزوجته وشقيقته المتورطتين في بيع المسروقات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى