عرب-وعالم

بيروت مقابل تل أبيب.. حزب الله يثبّت معادلة الردع

أعلن الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، اليوم الأربعاء، أن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على بيروت، بما فيها اغتيال محمد عفيف، لن تمر دون رد، مشيرًا إلى أن “الثمن سيكون في وسط تل أبيب”، وشدد على رفض أي اتفاق لوقف إطلاق النار لا يضمن سيادة لبنان، مؤكدًا أن المقاومة صامدة رغم الخسائر.

وفيما يخص المفاوضات، أوضح قاسم أن حزب الله قدم ملاحظات على الورقة التفاوضية للمبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين، مؤكدًا أن التفاوض مشروط بوقف شامل للعدوان وحفظ السيادة اللبنانية. وأكد أن المقاومة ستستمر في التصدي للعدوان وستساهم في إعادة إعمار لبنان وتعزيز التعاون السياسي بعد الحرب.

وفي ضوء التصعيدات الأخيرة التي تحمل دلالات “العين بالعين” حيث قصف حزب الله تل أبيب بعد يوم واحد من استهداف بيروت، يرصد موقع “اليوم” دلالات تصعيد حزب الله الأخير باستهداف تل أبيب والمناطق الإسرائيلية الحساسة؟ وكيف يمكن تفسير تحول المعادلة إلى “هدف بهدف ومدينة بمدينة” بين إسرائيل وحزب الله؟ وهل يختلف أسلوب “نعيم قاسم” عن حسن نصر الله في إدارة العمليات العسكرية للحزب؟

تثبيت معادلة الردع

أوضح محمد عبادي، باحث متخصص في الشأن الإيراني والعلاقات الدولية، أن استهداف حزب الله لتل أبيب بالصواريخ يأتي في إطار معادلة “بيروت – تل أبيب”، وهي المعادلة التي أكدها الحزب مرارًا في تصريحاته وأفعاله الميدانية. رغم أن هجمات حزب الله لا تضاهي حجم الدمار الناتج عن القصف الإسرائيلي الوحشي، إلا أنها تثبت فاعلية منظومة القيادة والسيطرة للحزب، وكذلك قدرة جناحه العسكري على تنفيذ الخطوط السياسية المرسومة.

وقال عبادي، لموقع “اليوم”، إن استمرار إطلاق الصواريخ على تل أبيب، وخاصة الصواريخ ذات القدرات التدميرية العالية، يمثل ردًا مباشرًا على محاولات إسرائيل فرض شروط استسلام على حزب الله خلال المفاوضات، ومنها دفعه شمال الليطاني، ونزع سلاحه، بالإضافة إلى منح إسرائيل حرية الحركة الجوية والبرية داخل الأراضي اللبنانية.

وأضاف أن استمرار هذه الهجمات يجعل من سردية إسرائيل حول “سحق الحزب عسكريًا” غير واقعية، خاصة مع الخسائر التي يتكبدها جيش الاحتلال بريًا في جنوب لبنان.

اختبار منظومات الدفاع

وأشار عبادي إلى أن استخدام حزب الله لصواريخ متطورة يعتمد على التكنولوجيا الإيرانية يعكس بُعدًا إقليميًا للمعركة، حيث تسعى إيران من خلال هذه العمليات إلى اختبار فعالية منظومات الدفاع الإسرائيلية مثل منظومة “ثاد”.

وقال عبادي إن نجاح صواريخ حزب الله في اختراق هذه المنظومات يُعتبر نجاحًا للتكنولوجيا العسكرية الإيرانية في مواجهة الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية المتطورة.

أمين عام الضرورة

وفيما يتعلق بقيادة الشيخ نعيم قاسم لحزب الله، قال عبادي إنه يُعد “أمين عام الضرورة” في ظل غياب القيادات الأساسية التي حظيت بكاريزما كبيرة، مثل حسن نصرالله. ورغم أن قاسم يُعتبر منظّرًا سياسيًا منهجيًا على مستوى عالٍ، إلا أن افتقاره للخبرة في إدارة المعارك القتالية، خاصة في الظروف الحالية، يجعله يواجه تحديات كبيرة.

وأضاف عبادي أن الفارق الرمزي بين قاسم ونصرالله يظهر حتى في المظهر الخارجي، حيث يرتدي قاسم العمامة البيضاء بدلًا من السوداء التي تميز الشخصيات ذات النسب العلوي من آل البيت، مما يؤثر على مركزية قيادته في السياق اللبناني والعربي.

فيلق القدس

واختتم عبادي بالقول إن الشيخ نعيم قاسم يمثل حاليًا واجهة لإدارة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني للمعركة، وذلك بعد الخروقات الأمنية التي تعرض لها الحزب، والتي أدت إلى انهيار العديد من قياداته الميدانية. وأشار إلى أن فيلق القدس يشرف على رسم الخطط والتوجيهات العسكرية، ما يعكس تصاعد الدور الإيراني في إدارة معركة حزب الله ضد إسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى