تصعيد إسرائيلي مكثف شمال قطاع غزة وسط دعوات لتحقيق دولي
البُرش: جيش الاحتلال يستخدم أسلحة غير تقليدية تؤدي إلى تبخر الأجساد

أفاد جهاز الدفاع المدني في غزة، اليوم، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل تصعيدها العسكري شمال قطاع غزة، مستهدفة المنازل المأهولة بالسكان، مما أدى إلى وقوع عشرات الشهداء والمصابين، في ظل أوضاع إنسانية كارثية وصعوبات تواجه جهود الإنقاذ.
وتزامنًا مع ممارسة الاحتلال سياسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية للمدانيين في القطاع، اتهمت حماس الاحتلال باستخدام أسلحة “محرمة دوليًا” تسبب تبخر الأجساد، وتدعو لتحقيق دولي عاجل للكشف عن الانتهاكات الجسيمة.
استهداف مباشر
أشار الدفاع المدني إلى أن القصف الإسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة “الأعرج” في منطقة تل الزعتر، كان يأوي نازحين، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 40 مواطنًا، وأكدت المصادر أن عددًا كبيرًا من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض، بسبب صعوبة عمليات الإغاثة الناجمة عن نقص الإمكانيات واستمرار القصف المكثف.
كما شهدت مناطق أخرى في شمال القطاع، مثل جباليا ومشروع بيت لاهيا، استهدافًا مكثفًا خلال اليومين الماضيين، حيث دُمرت عشرات المنازل فوق رؤوس سكانها، ما أدى إلى احتجاز عشرات الشهداء تحت الركام في مشاهد تعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
عمليات الإغاثة
أكد جهاز الدفاع المدني أن الجهود المبذولة لانتشال الضحايا وإنقاذ المصابين تعاني من عراقيل هائلة، في ظل نقص المعدات والطواقم الطبية والإغاثية، موضحًا أن الظروف الميدانية الناجمة عن الحصار الإسرائيلي المشدد والدمار الشامل تعيق استجابة فرق الإنقاذ بشكل كبير، وتجعل من الصعب التعامل مع الحجم الكبير للضحايا والمصابين.
أسلحة محرمة
اتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاحتلال الإسرائيلي باستخدام أسلحة محرمة دوليًا في عدوانه على شمال القطاع، مشيرة إلى تقارير مروعة وشهادات مواطنين وأطباء تؤكد أن بعض الذخائر المستخدمة تؤدي إلى “تبخر الأجساد بالكامل” بفعل الحرارة الهائلة الناتجة عن الانفجارات.
وأكدت الحركة في بيان أصدرته اليوم أن هذه الأسلحة تسبب إذابة الجثث وتحللها، ما يجعل من الصعب العثور على أي أثر مادي للضحايا. ووصفت الحركة هذه الممارسات بأنها “جرائم حرب” وانتهاكات واسعة للقوانين الدولية، داعية إلى تدخل دولي عاجل.
تبحر الأجساد
من جهته، صرّح المدير العام لوزارة الصحة في غزة، منير البرش، أمس الجمعة، بأن جيش الاحتلال يستخدم أسلحة غير تقليدية تؤدي إلى “تبخر الأجساد”. وأوضح البرش أن هذه الظاهرة تحدث عندما تصيب الصواريخ أهدافها، حيث تتحول الأجساد إلى ذرات صغيرة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، في مشهد غير مسبوق يعكس حجم الكارثة الإنسانية.
وفي السياق ذاته، أشار الدفاع المدني إلى أن الاحتلال استخدم هذه الأسلحة بشكل متكرر منذ بداية العدوان، حيث أكد أن جثث 1760 شهيدًا تبخرت تمامًا، مما صعّب عملية توثيق بياناتهم أو تسجيلهم في السجلات الحكومية المختصة. كما لفت إلى وجود آلاف المفقودين الذين لم يُعثر على أي أثر لهم بسبب طبيعة الأسلحة المستخدمة.
تصعيد كارثي
يتزامن هذا التصعيد مع دخول العدوان الإسرائيلي يومه الثالث والخمسين على شمال القطاع، حيث تسبب في:
– استشهاد حوالي 3 آلاف شخص، معظمهم من النساء والأطفال.
– إصابة أكثر من 10 آلاف بجروح متفاوتة.
– نزوح مئات الآلاف من منازلهم، في ظل دمار هائل للبنية التحتية.
وذكرت مصادر طبية أن الإصابات الناتجة عن القصف تُظهر أنماطًا غير مألوفة، تتضمن حروقًا عميقة وتحللًا سريعًا للأنسجة، مما يعقد عمليات العلاج والرعاية الصحية.
دعوات لتحقيق دولي
دعت حماس الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لزيارة المناطق المستهدفة شمال قطاع غزة، والتحقيق في طبيعة الأسلحة المستخدمة والانتهاكات المستمرة. وشددت الحركة على أن الصمت الدولي يشجع الاحتلال الإسرائيلي على مواصلة ارتكاب مزيد من المجازر بحق المدنيين العزل.
كارثة إنسانية
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، يعيش سكان قطاع غزة ظروفًا إنسانية غير مسبوقة. وأكدت تقارير صادرة عن منظمات دولية أن الحصار والدمار يهددان حياة مئات الآلاف من المدنيين، مشيرة إلى أن هذا العدوان يرقى إلى “جرائم حرب” تتطلب تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي لوقفه وتقديم المسؤولين عنه إلى العدالة.
كمت دعا الدفاع المدني إلى تدخل فوري لتوفير المعدات والطواقم اللازمة لإنقاذ العالقين تحت الركام، مؤكدًا أن استمرار الوضع بهذه الوحشية سيزيد من أعداد الضحايا ويعمّق معاناة السكان المحاصرين.