تقارير-و-تحقيقات

 نظرة السينما العالمية للإسلام والمسلمين.. صورة مشوهة أم انعكاس للواقع؟

نظرة السينما العالمية للإسلام والمسلمين غالباً ما تُعلمنا الأفلام بطريقة ما من نحب ومن نكره، فعلى مدار العقود الماضية، لعبت السينما العالمية دوراً هامًا في تشكيل الرأي العام وتصوير الثقافات والأديان المختلفة.

ويستخدم صناع السينما كل الطرق الفنية الممكنة لنحب الأبطال، ونتعاطف معهم، ونكره الأشرار ونتحمس للتخلص منهم، ليصبح العالم مكاناً أفضل، ومع تزايد الاهتمام بالإسلام والمسلمين على الساحة العالمية، ترصد جريدة «اليوم» الصورة النمطية التي تقدمها السينما العالمية عن الإسلام والمسلمين العرب.

الصورة النمطية للإسلام في السينما العالمية

يقول أيهم سليمان، صحفي مختص بتحليل الأفلام السينمائية:” السينما العالمية كثيراً ما قدمت الإسلام والمسلمين في إطار نمطي، يجمع بين العنف والتطرف والغموض”، وأشار على كون ذلك مرتبط بسياسات الغرب تجاه الشرق الأوسط، موضحًا أن ذلك ظهر  بشكل واضح في العديد من الأفلام الهوليودية، التي ركزت على فكرة “الإرهاب” كصفة ملازمة للمسلمين في العراق وافغانستان، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والذي تغيرت معه سياسات الإدارة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط، لتبرير حروبها وتدخلها العسكري في دول المنطقة.

وفسر سليمان الصورة النمطية ترجع إلى كونها متواجدة قبل صناعة السينما نفسها مع المستشرقين الأوربيين، الذين رسخت كتاباتهم صورة العرب على كونها الصحراء، الواحة، والنخيل، وأمير يجلس تحيطه النساء الراقصات والعبيد وبجواره السيوف، ومن بين هذه الأفلام: فيلم
True Lies (1994): حيث تصوير المسلمين كمجموعة من الإرهابيين  يهددون الأمن العالمي، وكذلك فيلم
The Kingdom (2007): والذي ركز على الصراعات في الشرق الأوسط وقدم صورة أحادية الجانب عن المسلمين، فهذه الصورة السلبية أسهمت في تعزيز الإسلاموفوبيا وزيادة التحيز ضد المسلمين في العديد من الدول الغربية.

محاولات تصحيح الصورة

في المقابل، ظهرت بعض الأفلام التي سعت لتقديم صورة أكثر إنصافًا للإسلام والمسلمين، مثل: فيلم الرسالة 1977م، والذي يتحدث عن رسالة الإسلام والمسلمين منذ نزول الوحي على النبي محمد صلى، وللفيلم نسخة عربية وأخرى أجنبية يشارك فيها الممثل الأمريكي أنطوني كوين، وكذلك فيلم
The Kite Runner (2007): الذي تناول ثقافة أفغانستان وقضايا الهوية دون التركيز على التطرف، وايضاً
My Name is Khan (2010): الذي سلط الضوء على التمييز الذي يواجهه المسلمون في الغرب بعد أحداث الإرهاب، مع التركيز على القيم الإنسانية في الإسلام، ورغم أن هذه المحاولات محدودة مقارنة بالعدد الكبير من الأفلام السلبية، فإنها تمثل خطوة إيجابية نحو تغيير الصورة النمطية.

الأسباب الكامنة وراء التشويه

يرى بعض النقاد السينمائيين أن النظرة السلبية للإسلام في السينما العالمية تعود لعدة أسباب، منها: التحيز الإعلامي والسياسي، حيث تتأثر صناعة السينما بالإعلام الغربي والسياسات الدولية التي تصور الإسلام كتهديد، كذلك من ضمن هذه الأسباب قلة المعرفة بالإسلام، حيث عدم وجود متخصصين مسلمين في صناعة الأفلام للتأكد من دقة التمثيل، وكذلك التوجهات التجارية، إذ تجذب أفلام الإثارة التي تصور المسلمين كأعداء” جمهورًا أوسع، مما يدفع المنتجين لاستغلال هذا الاتجاه.

دور المسلمين في تغيير الصورة

يقول يوسف أحمد، 29 عاماً وأحد المهتمين بمتابعة الأعمال السينمائية: “بإمكان المسلمين لعب دور فعال في تحسين صورتهم في السينما العالمية من خلال، دعم الإنتاجات السينمائية، التي تعكس صورة حقيقية عن الإسلام، وتشجيع صناع السينما المسلمين على إنتاج أفلام تسلط الضوء على القيم الإسلامية، وكذلك تعزيز الحوار الثقافي بين الشرق والغرب لتوضيح الفهم الحقيقي للإسلام.”

بينما تُضيف شيماء جمال: “السينما العالمية تحمل تأثيرًا كبيرًا على تشكيل التصورات الثقافية، والصورة النمطية السلبية عن الإسلام والمسلمين ما زالت تمثل تحديًا كبيرًا ينبغي مواجهته بحملات التوعية الإعلامية في البرامج والمسلسلات المنتجة بمنطقة ودول الشرق الأوسط”.

تبرز أهمية السعي لتقديم صورة عادلة تعكس حقيقة الإسلام كدين سلام ورحمة يتسع ويرحب بالجميع، وعلى المسلمين أن يأخذوا زمام المبادرة في سرد قصصهم، وإظهار قيمهم الحقيقية من خلال الفن والإعلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights