كشف مسؤول أمريكي رفيع المستوى عن إجراء الولايات المتحدة مناقشات مع تركيا حول الوضع الراهن في سوريا، مشيرًا إلى أن هناك توافقًا بين الطرفين حول أهمية خفض التصعيد وتجنب فتح جبهات قتال جديدة في المنطقة.
وأكد المسؤول أن واشنطن تعمل مع شركائها الإقليميين لتحقيق استقرار أكبر في سوريا وتحقيق التغيير السياسي الذي يتماشى مع مصالح الشعب السوري.
محاسبة الأسد
في تصريحات هامة، نقلتها قناة “الجزيرة”، أكد المسؤول الأمريكي أن الولايات المتحدة تسعى إلى بناء سوريا جديدة، بعيدة عن نظام الرئيس بشار الأسد، مع التركيز على تأسيس عملية انتقال سياسي تقوم على هيكل حكم مؤقت.
وأضاف أن سقوط الأسد يعد “حدثًا تاريخيًا بالغ الأهمية”، ويُعتبر لحظة تحقق العدالة لضحايا النظام السوري، مع منح الشعب السوري فرصة لإعادة بناء بلاده. وأشار إلى أن “مستقبل سوريا يجب أن يحدده السوريون بأنفسهم”، كما حدث مع سقوط الأسد.
وأضاف المسؤول الأمريكي أن واشنطن ستواصل السعي لمحاسبة الأسد على الجرائم التي ارتكبها ضد شعبه، مؤكدًا أنه يجب أن يخضع للمحاسبة عبر القنوات الدولية المناسبة.
وأضاف أن الأسد يجب أن يتحمل مسؤولية الأعمال الوحشية التي ارتكبها طوال سنوات من النزاع.
زيارة مسؤولين أمريكيين
وأكد المسؤول الأمريكي أن عددًا من المسؤولين الأمريكيين سيزورون المنطقة في الأيام المقبلة لمناقشة الوضع في سوريا، مع إيلاء اهتمام خاص للتعامل مع المجموعات السورية المختلفة.
وأضاف أن الولايات المتحدة تواصل الاتصال بجميع الأطراف السورية لضمان تحقيق أهداف سياسية واقتصادية مشتركة تساهم في استقرار سوريا على المدى الطويل.
فيما يتعلق بـ”هيئة تحرير الشام”، أشار المسؤول إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن الهيئة قامت مؤخرًا “بأشياء صحيحة”، لكن يجب التعامل معها بذكاء مع وضع مصالح الولايات المتحدة في الاعتبار.
وأضاف أن واشنطن تدير هذا الملف بحذر لضمان عدم تأثير تحركات الهيئة على مصالح الأمن القومي الأمريكي.
وتابع المسؤول الأمريكي مؤكدًا أن التغيرات الجيوسياسية الأخيرة في الشرق الأوسط ستؤثر بشكل كبير على إيران، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية تحت أي ظرف من الظروف.
وأضاف أن إيران، رغم محاولاتها، لا تملك دفاعات استراتيجية قوية ولا تستطيع إنتاج الصواريخ نتيجة للهجمات الإسرائيلية المستمرة.
الأسلحة الكيميائية
وفيما يتعلق بوجود القوات الأمريكية في سوريا، أكد المسؤول أن القوات الأمريكية ستحافظ على مواقعها في سوريا، وأن هذا الوجود يعد أمرًا بالغ الأهمية في مكافحة تنظيم الدولة.
وأضاف أن الولايات المتحدة تملك معلومات دقيقة حول مخزون الأسلحة في سوريا، لكنها لا تعتقد أنه سيكون هناك حاجة لنشر قوات إضافية للتخلص من الأسلحة الكيميائية الموجودة في البلاد.
أوضح المسؤول الأمريكي أنه من الممكن أن تحدث تحولات في بعض خطوط السيطرة في سوريا بعد انسحاب الجماعات المؤيدة لنظام الأسد، مع توقع تغييرات في المشهد العسكري في الأيام المقبلة.
3 تعليقات