افتتاح مسجد سيدي علي الخواص..حفل عالمي يجمع علماء الدين من مختلف الدول

شهد مسجد سيدي علي الخواص يومًا فارقًا في تاريخه الطويل، حيث أعيد افتتاحه بحلته الجديدة بعد رحلة تطوير استمرت لسنوات، وذلك وسط أجواء تفيض بالروحانية والأصالة.

ولم تكن هذه المناسبة مجرد حدث محلي، بل علامة فارقة تبرز التقاء الجهود الحكومية والمجتمعية والدولية في خدمة بيوت الله وإعلاء قيم الإسلام.

الحفاظ على التراث المعماري الإسلامي

يقف مسجد سيدي علي الخواص شامخًا في قلب القاهرة، حاملًا بين جدرانه عبق التاريخ وروح التصوف المصري الذي لطالما كان جزءًا أصيلًا من الهُوِيَّة الإسلامية في مصر، ومع اكتمال مشروع تطويره، بات المسجد نموذجًا يحتذى به في المزج بين الحفاظ على التراث المعماري الإسلامي ومتطلبات العصر الحديث.

حفل الافتتاح: رمزية الحضور وتنوع الرسائل
افتتح المسجد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، بحضور نخبة من الرموز الدينية والقيادات الفكرية، إلى جانب محكمي المسابقة العالمية للقرآن الكريم.

وتنوع الحضور بين رموز الطرق الصوفية، ونقابة السادة الأشراف، وعلماء من دول شقيقة، مما أضفى على المناسبة طابعًا عالميًا يؤكد مكانة مصر كحاضنة للإسلام الوسطي ومنارة للعلم والعرفان.

رؤية تتجاوز البناء

وخلال كلمته، سلط وزير الأوقاف الضوء على رؤية الوزارة التي تسعى إلى ما هو أبعد من تطوير المباني، إذ أكد أن المساجد ليست مجرد دور عبادة، بل منارات علم وتربية تسهم في بناء الإنسان على أسس من الأخلاق والفهم العميق للدين.

وتحدث عن برنامج إعادة إحياء الكتاتيب، مشددًا على دورها في تعزيز الهوية الوطنية والقيم الدينية، وحمايتها من تيارات التطرف والانحراف.

جهود جماعية وثمار التعاون

وكان لتطوير المسجد قصة نجاح جمعت بين مؤسسة “مساجد” والمجتمع المدني والوزارة، في نموذج يعكس قوة التعاون لخدمة القيم العليا. وأشاد الوزير بهذه الجهود التي قدمت مسجدًا يليق بروحه التاريخية، ويرسل رسالة بأن مصر لا تدخر جهدًا في الحفاظ على إرثها الديني.

تكريم خاص: شكر وتقدير للجهود المخلصة
واختتم الحفل بتكريم شخصيات بارزة ساهمت في إثراء الحدث وإتمام المشروع، من بينهم علماء ومحكمون من دول عدة، مثل عمان وتونس والسودان، والمنشد الديني السوري منصور زعيتر، بالإضافة إلى المهندس لطفي العفيفي الذي أشرف على عملية تطوير المسجد.

رسالة المسجد للعالم
وافتتاح مسجد سيدي علي الخواص لم يكن مجرد حدث عابر، بل هو رسالة مصرية تحمل للعالم معاني العطاء والتجديد، فهو رمز لوطن يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويؤكد أن قيم الإيمان والمحبة هي الأساس لبناء مجتمع مستقر ومتقدم، وفي هذا الصرح، ينبعث الأمل مجددًا، ويؤكد أن مصر ستظل منارة الدين والحضارة عبر العصور.