تقارير-و-تحقيقات

في ذكرى ميلاده..تعرف على أبرز المحطات في حياة جلال الدين الرومي

كتب- محمود عرفات

يعد جلال الدين الرومي من العلماء الراسخين الذين لهم باع في شتى العلوم، فهو شاعر وفقيه بالمذهب الحنفي، هذا بجانب أنه متصوف، بلغ به مبلغا عظيما، حتى خط قلمه أبيات شعرية لها ثقلها عند أهل الصنعة في هذا المضمار، وبرغم مرور سنينَ طويلة على رحيله إلا أن أبيات شعره تتلاقاها الأجيال المختلفة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وكأنه حيّ لم يمت.

مولده

ولد في بلخ في أفغانستان، وفي سن مبكر لت يتخطى الرابعة انتقل مع أبيه إلى بغداد، فبدأ طريق العلم من المدرسة المستنصرية، ولكن إقامته لم تدم طويلا، وبعد انتقال من هنا إلى هناك استقر في قونية في سنة 623، وذلك في عهد الدولة السلجوقية، وإيمانا بمعرفته وبراعته بالفقه تولى التدريس في أربع مدارس.

بعد وفاة أبيه، انعزل الناس ودخل في حالة من الحزن، ترك على إثرها التدريس والدنيا، واتجه نحو التصوف، فشغل الرياضة ونظم الأشعار وأنشد الأناشيد، وقد ترجمت أشعاره وقصائده إلى لغات عدة، حتى صار أحد الأعمدة الأساسية عند المتصوفة وأصبح مدفنه مزاراً إلى يومنا، وبعد مماته قام أتباعه وابنه سلطان ولد بتأسيس الطريقة المولوية الصوفية والتي اشتهرت بدراويشها ورقصتهم الروحية الدائرية التي عرفت بالسماح والرقصة المميزة.

حياته

وكانت عائلته تحظى بمصاهرة البيت الحاكم، فلقد كانت أمه مؤمنة خاتون ابنة خوارزم شاه علاء الدين محمد. وكان والده يلقب بسلطان العارفين، وذلك لما عرف عنه من لما له من سعة في العلم بالدين والتصوف والقانون.

هاجرت عائلة جلال الدين الرومي إلى نيسابور عندما قدم المغول، والتقى آنذاك بالشاعر الصوفي فريد الدين العطار، الذي أهداه ديوانه أسرار نامه، والذي أثر على الشاب وكان الدافع لغوصه في عالم الشعر والروحانيات والصوفية.

سافر مع عائلته الشام، ثم بعد ذلك إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، ثم اتجه إلى الأناضول، حتى استقر في كارمان، وبعد مدة قضاها هناك توفيت والدته، بعد ذلك تزوج من جوهر خاتون، وأنجب منها ولديه: سلطان ولد وعلاءالدين شلبي، تزوج الرومي مرة أخرى عند وفاة زوجته، وأنجب ابنه أمير العلم، وابنته ملكة خاتوت

واستقر الرومي إلى قونية عاصمة السلاجقة، وذلك بعدما توجه أبوه إلى هناك، حيث عمل على إدارة مدرستها، وظل لمدة 9 سنوات يتلقى علوم الدين، حتى التقى فيها الشيخ محي الدين بن عربي صاحب كتاب الفتوحات المكية، وأهداه بعض أعماله العربية، وقضى فيها أربع سنوات حيث درس مع نخبة من أعظم العقول الدينية في ذلك الوقت، بمرور السنين تطور جلال الدين في كلا الجانبين: جانب المعرفة وجانب العرفان.

أعماله

كان للرومي عدد كبير من المؤلفات والقصائد الشعرية التي لها باع كبير عند الصوفية كمئوية المعاني، والتي تسمى عند الصوفية الكتاب المقدس الفارسي.

الديوان الكبير أو ديوان شمس التبريزي؛ والذي كتبه في ذكرى موت صاحبه العزيز وملهمه في طريق التصوف والشعر. وكتب فيه أكثر من أربعين بيت شعر وخمسين قصيدة نثرية

الرباعيات: وهي منظومة أحصاها العالم الإيراني المعاصر بديع الزمان فوزانفر، كما وردت في طبعة إستانبول، فوجد أنها تبلغ 1659 رباعية، أي 3318 بيتاً.

وفاته

توفى جلال الدين الرومي في يوم 17 ديسمبر 1273 عن عمر يناهز (66 سنة) بعد رحلة من العطاء وتأثير امتد على مدى عقود كثيرة، يبقى أثرها حتى الآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى