
جهاد علي
شهدت مصر تطورًا كبيرًا في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة خلال السنوات الأخيرة، مع تركيز الدولة على تعزيز استخدام الطاقات النظيفة وتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية للطاقة.
وفي هذا السياق، تم افتتاح مؤتمر التحول الطاقي والتنمية المستدامة بحضور وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمود عصمت، الذي أكد خلال كلمته على أهمية الاستدامة وضرورة تعزيز الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة المصري.
استراتيجية مصر للطاقة المتجددة: من الخطة إلى التنفيذ
صرح الدكتور محمود عصمت أن الوزارة تعمل وفقًا لاستراتيجية طموحة تهدف إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة المصري. تسعى الدولة إلى رفع هذه الحصة إلى 42% بحلول عام 2030، على أن تصل إلى 60% في عام 2040. وتعد هذه الخطط جزءًا من رؤية مصر طويلة الأمد لتحقيق التنمية المستدامة.
الدور المحوري للقطاع الخاص في تعزيز الطاقة المتجددة
أوضح وزير الكهرباء أهمية الشراكة مع القطاع الخاص في تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة. من خلال هذه الشراكة، تسعى الوزارة إلى توسيع مشاريع الطاقة النظيفة باستخدام التكنولوجيا الحديثة وتوطين صناعات الكهرباء المحلية، مما يعزز القدرة على مواجهة التحديات الاقتصادية وتحقيق أهداف الاستدامة.
محطة الضبعة كمشروع قومي لتحقيق التنمية المستدامة
كما تحدث الدكتور عصمت عن المشروع النووي في محطة الضبعة، الذي يعد أحد المشروعات القومية الكبرى في مصر. يهدف المشروع إلى تعزيز أمن الطاقة في مصر من خلال تلبية الاحتياجات المتزايدة من الكهرباء، كما يساهم في تحقيق استراتيجية الدولة للطاقة المتجددة ويعزز التنمية المستدامة.
الربط الكهربائي بين مصر والدول العربية والأوروبية لتعزيز أمن الطاقة
أكد الدكتور عصمت على أهمية الربط الكهربائي بين مصر والدول المجاورة لتعزيز أمن الطاقة وتبادل القدرات الكهربائية. يتم حالياً ربط الشبكة الكهربائية المصرية مع كل من الأردن و السودان و ليبيا، كما يجري العمل على الربط مع السعودية و إيطاليا و اليونان، مما يسهم في تحقيق استقرار الطاقة على المستوى الإقليمي.
جهود قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة
شدد الدكتور عصمت على أن الوزارة تبذل جهودًا كبيرة لتحسين كفاءة استخدام الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي، وهو ما ينعكس في التقليل من استهلاك الوقود وتخفيض انبعاثات الكربون. تم خفض معدل استهلاك الوقود من 182 جرام/ كيلووات ساعة إلى 171 جرام/ كيلووات ساعة، مما أسفر عن توفير 1.2 مليار جنيه شهريًا.
نتائج التحول الطاقي
واستعرض الوزير نتائج التحول الطاقي في مصر، موضحًا أن الوزارة نجحت في تقليص استهلاك الوقود وتحقيق توفير اقتصادي كبير. هذا التحول يعد من الإنجازات الهامة في استراتيجية الحكومة لتوفير الطاقة وتحقيق الاستدامة المالية والبيئية في نفس الوقت.
تحسين كفاءة التشغيل والجودة في قطاع الكهرباء
أشار الدكتور عصمت إلى الجهود المبذولة لتحسين كفاءة تشغيل الشبكة الكهربائية، من خلال تطوير الشبكة الذكية التي تسمح برصد الشبكة والتعامل مع الطوارئ عن بُعد. كما يسعى القطاع إلى تحسين جودة التغذية الكهربائية للمواطنين وضمان استدامة التيار الكهربائي.
مستقبل الاستثمار في قطاع الكهرباء والطاقة في مصر
أوضح الوزير أن الوقت قد حان لزيادة الاستثمار الخاص في مشاريع الطاقة، سواء في التوليد أو التوزيع. تعمل الوزارة على تسريع عملية فصل الشركة المصرية لنقل الكهرباء لتصبح مشغلًا مستقلًا لمنظومة الكهرباء وفقًا لمعايير اقتصادية وبيئية، مما يضمن تحقيق الكفاءة والاستقرار.
من خلال هذه الجهود، تسعى مصر إلى تحقيق التنمية المستدامة وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، مما يجعل قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة أحد الركائز الأساسية لتحقيق رؤية مصر لعام 2030.