📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
أخبار

الذكاء الاصطناعي يسهم في نشر الوسطية ومواجهة التطرف

أكد الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة ذهبية لتعزيز قيم الوسطية ونشر الفكر المعتدل في مواجهة التحديات الفكرية المتطرفة.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في الملتقى السنوي لمراكز الفكر بالدول العربية، المنعقد بمقر جامعة الدول العربية تحت شعار “نحو آلية عربية لمواجهة التهديدات الناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الجماعات الإرهابية”.

أشار الدكتور نجم إلى أن التحول الرقمي بات ضرورة ملحّة في مختلف المجالات، بما فيها المجال الديني، مؤكداً أن المؤسسات الدينية تتحمل مسؤولية كبيرة في تبنِّي أدوات الذكاء الاصطناعي لتطوير خطابها وتعزيز حضورها في العصر الرقمي.

التطبيقات الذكية: أداة لإعادة تقديم النصوص الدينية بطرق مبتكرة

قال الدكتور نجم إن التقنيات الحديثة تمنح المؤسسات الدينية فرصة لإعادة صياغة النصوص الشرعية بطريقة تتماشى مع تطلعات العصر دون المساس بالأصالة أو القيم الشرعية.
أكد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُستخدم كأداة لتعزيز الفكر الوسطي من خلال تقديم محتوى ديني يتسم بالدقة والاعتدال.

أوضح الأمين العام أن هذه التطبيقات يمكن أن تساهم في تحليل النصوص المتطرفة واستنباط أنماط التحريض التي تحتويها، ما يساعد في وضع استراتيجيات فعّالة لمواجهة الفكر المتشدد. كما دعا إلى تطوير قواعد بيانات شرعية دقيقة تُستخدم في برمجة التطبيقات الذكية، لضمان توافق مخرجاتها مع القيم الدينية.

أضاف: “إن التطبيقات الذكية لا تُعيد فقط تقديم النصوص، بل تمثل جسراً لتعزيز الحوار بين الأديان من خلال إبراز القيم المشتركة التي تعزز التسامح والتعايش السلمي”.

 

التحديات التقنية والشرعية أمام الذكاء الاصطناعي في الحقل الديني

استعرض الدكتور نجم أبرز العقبات التي تواجه دمج الذكاء الاصطناعي في العمل الديني، موضحاً أنها تشمل تحديات تقنية تتعلق بمحدودية قدرة الأدوات الحالية على فهم التنوع الثقافي والديني، إلى جانب تحديات شرعية تتطلب توافقاً بين البرمجيات الحديثة والثوابت الإسلامية.

أشار إلى خطورة البرمجة المتحيزة التي قد تُسيء تفسير النصوص الشرعية بما يخدم أجندات متطرفة، مؤكداً على أهمية وضع مدونات أخلاقية ومعايير واضحة لاستخدام هذه الأدوات في المجال الديني.

ولم يغفل الدكتور نجم التحديات الاجتماعية الناتجة عن الاعتماد المفرط على الفتاوى الرقمية، محذراً من أن ذلك قد يؤدي إلى تقليص التفاعل المباشر بين العلماء والجمهور، وهو ما يتطلب تدخل المؤسسات الدينية لضبط هذه الظاهرة.

إنشاء مركز دولي للذكاء الاصطناعي الشرعي: مقترح استراتيجي

دعا الدكتور إبراهيم نجم إلى إنشاء مركز دولي متخصص في الذكاء الاصطناعي الشرعي تحت مظلة الأزهر ودار الإفتاء المصرية، ليكون بمثابة منصة تجمع بين علماء الدين وخبراء التقنية وأكد أن هذا المركز يمكن أن يُسهم في تطوير حلول مبتكرة تلبي الاحتياجات الشرعية وتدعم الوسطية.

أضاف أن مثل هذا المركز يمكن أن يقدّم أدوات تعليمية تفاعلية تعتمد على تقنيات الواقع الافتراضي لتبسيط المفاهيم الشرعية وإثراء العملية التعليمية، بالإضافة إلى تطوير تطبيقات مخصصة للشباب تُقدّم الإرشادات الدينية بأسلوب معاصر.

منصات رقمية ذكية: مستقبل الإفتاء في العالم الرقمي

في سياق مقترحاته العملية، شدد الدكتور نجم على أهمية إنشاء منصات رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم خدمات الفتاوى بطرق متعددة اللغات ومواكبة للتحديات الراهنة.
أشار إلى أن هذه المنصات يمكن أن تكون ركيزة أساسية لتلبية احتياجات الأجيال الجديدة، خاصة في ما يتعلق بقضايا الشباب.

كما اقترح تطوير روبوتات محادثة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم إجابات شرعية تتسم بالدقة والاعتدال، وإنشاء موسوعات شرعية رقمية تغذي التطبيقات الذكية بمعلومات دقيقة ومحدثة.

 

مبادرات تدريبية لتعزيز الكفاءات الدينية في العصر الرقمي

أكد الدكتور نجم على ضرورة تنظيم برامج تدريبية تهدف إلى تأهيل القيادات الدينية والخطباء لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تحليل النصوص ودحض الأفكار المتطرفة.
شدد على أهمية تعزيز التعاون بين المؤسسات الدينية وخبراء التقنية من خلال مبادرات عالمية تُسهم في تبادل الخبرات وبناء شراكات استراتيجية.

 

الذكاء الاصطناعي: فرصة تاريخية لتعزيز القيم الإنسانية

اختتم الأمين العام كلمته بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة محورية لتحقيق السلام الفكري والاجتماعي، إذا ما تم استثماره بالشكل الصحيح. ودعا إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الدينية المعتدلة، مثل الأزهر ودار الإفتاء المصرية، لضمان مستقبل رقمي يدعم القيم الإنسانية ويرسخ الفكر الوسطي في مواجهة التحديات الفكرية والتقنية المعاصرة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights