📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
تقارير-و-تحقيقات

زلزال إثيوبي جديد| هل يهدد بنية سد النهضة في صمت؟

زلزال إثيوبي جديد| هل يهدد بنية سد النهضة في صمت؟

📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن

في السنوات الأخيرة، شهدت إثيوبيا ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الزلازل التي تضرب أراضيها، وهو ما أثار العديد من التساؤلات حول العلاقة المحتملة بين هذه الزلازل وسد النهضة الإثيوبي، ففي الوقت الذي كانت تُسجل فيه إثيوبيا معدلات منخفضة من الزلازل تصل إلى حوالي خمس هزات سنويًا قبل البدء في ملء خزان سد النهضة، فإن الوضع تغير بشكل كبير بعد بدء ملء الخزان، حيث زاد عدد الزلازل ليصل إلى أكثر من 30 هزة سنويًا خلال العامين الماضيين، وتعتبر هذه زيادة كبيرة تزامنت مع وصول السد إلى السعة التخزينية القصوى لخزان المياه، التي تبلغ 60 مليار متر مكعب.

زلازل إثيوبيا في 2024

الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أشار إلى أن زيادة عدد الزلازل هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة يعتبر أمرًا غير معتاد. ففي عام 2024، تم تسجيل 41 زلزالًا في إثيوبيا، مقارنة بمعدل 5 إلى 6 زلازل سنويًا قبل بناء سد النهضة.

وأوضح شراقي أن إثيوبيا تقع في منطقة جيولوجية شديدة النشاط الزلزالي، حيث يمر الأخدود الأفريقي العظيم الذي يُعد من أكبر الفوالق الأرضية على سطح الأرض، ويقسم إثيوبيا إلى جزئين.

هذا الفالق يؤدي إلى نشاط بركاني وزلزالي مستمر في المنطقة، ما يجعل حدوث الزلازل أمرًا طبيعيًا إلى حد كبير. ومع ذلك، يظل السؤال عن تأثير سد النهضة على هذه الهزات الأرضية قائمًا.

السد، الذي يخزن 60 مليار متر مكعب من المياه على طول 120 كيلومترًا، يُعتبر أحد المشاريع الكبرى في إثيوبيا، لكنه قد يكون له تأثير غير مباشر على النشاط الزلزالي في المنطقة.

فوجود هذه الكمية الضخمة من المياه في بحيرة السد يضع ضغطًا هائلًا على القشرة الأرضية في المنطقة. حسب شراقي، يحتوي سطح الأرض في هذه المنطقة على العديد من التشققات والفوالق، مما يسمح بتسرب جزء من المياه إلى باطن الأرض. هذا التسرب يساهم في انزلاق الطبقات الأرضية وزيادة النشاط الزلزالي، مما يزيد من احتمالية حدوث هزات أرضية.

وعلى الرغم من أن الزلازل الحالية تُعد من الفئة المتوسطة (بقوة 4.5 أو 5 درجات)، فإن الدكتور شراقي حذر من أن هذه الزلازل قد تزداد قوة في المستقبل، ما يهدد بحدوث زلازل شديدة قد تتجاوز قوتها 7 درجات، وهو ما قد يكون له تأثير كارثي على السد والمناطق المحيطة به.

الدكتور هشام العسكري، أستاذ الاستشعار عن بعد في جامعة تشابمان الأمريكية، أضاف بدوره أن الزلازل التي تحدث في إثيوبيا قد تؤثر على سلامة سد النهضة إذا وقعت بالقرب من السد.

وأوضح العسكري أن الزلزال الأخير الذي وقع على بعد 500 كيلومتر من السد لم يُسجل أي تأثير مباشر على المنشأة، لكنه أكد على ضرورة أن تكون السلطات الإثيوبية مستعدة لمواجهة أي تطورات مستقبلية قد تهدد سلامة السد.

وأشار إلى أهمية إجراء دراسات جيولوجية شاملة لمنطقة السد وتقييم حالته الإنشائية بشكل دوري لضمان استقراره في المستقبل.

هذا التزايد في النشاط الزلزالي في إثيوبيا يأتي في الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة، والتي توقفت منذ عام 2023 بسبب الجمود في المفاوضات والمواقف الإثيوبية المتعنتة.

وفي هذا السياق، أكد السفير بدر عبد العاطي، وزير الخارجية المصري، أن مصر لن تتنازل عن قطرة مياه واحدة من حصتها في نهر النيل، مشددًا على أن المياه تمثل قضية وجودية بالنسبة لمصر، حيث تعتمد بالكامل على نهر النيل كمصدر وحيد للمياه. ولفت إلى أن المفاوضات مع إثيوبيا استمرت لفترة طويلة ولم تسفر عن أي نتائج ملموسة بسبب محاولات إثيوبيا فرض الأمر الواقع من خلال بناء السد دون التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم.

وأوضح عبد العاطي أن مصر تسعى إلى التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يحدد قواعد تشغيل سد النهضة ويضمن عدم إلحاق أي ضرر بدول المصب، مشيرًا إلى ضرورة أن يتضمن هذا الاتفاق مبادئ قانونية واضحة لا يمكن التنازل عنها، مثل مبدأ عدم الإضرار بمصالح دول المصب وأهمية الإخطار المسبق عن أي مشاريع جديدة على نهر النيل.

وأكد الوزير أن مصر ستواصل الضغط على المجتمع الدولي لضمان التوصل إلى اتفاق يضمن حقوقها المائية، وذلك في مواجهة السياسات الأحادية التي تتبعها إثيوبيا.

التزايد في عدد الزلازل في إثيوبيا يعكس تحديات جيوفيزيائية قد تؤثر على سد النهضة والمنطقة المحيطة به. وعلى الرغم من أن الزلازل الحالية ليست قوية بما يكفي لتهديد السد بشكل مباشر، إلا أن التوقعات تشير إلى أن هذا النشاط الزلزالي قد يزيد في المستقبل، مما يجعل من الضروري اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان استقرار السد وسلامته.

ولا تزال القضية المائية بين مصر وإثيوبيا تظل قضية محورية تحتاج إلى حلول قانونية شاملة تحفظ حقوق جميع الأطراف في نهر النيل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights