📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
تقارير-و-تحقيقات

رئيس جامعة الأزهر: الإفاضة واحدة والاستغفار بعد العبادة تجديدٌ للتواضع أمام الله

📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن

تقرير :مصطفى علي

في قراءة تفسيرية وبلاغية متعمقة، سلّط الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، الضوء على أحد المواضع القرآنية المتعلقة بالحج، في حلقة جديدة من برنامجه “بلاغة القرآن والسنة”، المذاع على قناة الناس. وأوضح خلالها أن ذكر الإفاضة في آيات الحج جاء في موضعين:

الأول: في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ﴾

والثاني: في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾

وأكد أن ظاهر النص قد يوهم بوجود إفاضتين مختلفتين، إلا أن الاجتهاد الأصيل والمفسرين المعتمدين ذهبوا إلى أن الإفاضة واحدة في معناها ومقصدها، وهي الانتقال من عرفات إلى مزدلفة، مركزًا على دقة التعبير القرآني وسياقه التربوي والتاريخي.

السيدة عائشة والمرجعية النبوية

قريش خالفت شعائر الحج.. والقرآن أعاد توحيد المناسك على أساس الجماعة

استدل الدكتور داود على وحدة الإفاضة بحديث السيدة عائشة رضي الله عنها، التي أوضحت أن قريش في الجاهلية كانت تخالف العرب في أداء المناسك، إذ كانوا يقفون بمزدلفة يوم عرفة، خلافًا لغيرهم من العرب الذين كانوا يقفون بعرفات، بحجة أنهم “أهل الحرم”.

وأوضح أن القرآن أنزل التصحيح في هذا السياق، بتوجيه الناس جميعًا إلى الوقوف بعرفات، فقال:

﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾

وهذا النص أعاد الأمور إلى أصلها الجماعي، وألغى التميز القبلي الجاهلي، مؤكدًا أن الخروج عن الجماعة في المناسك الشرعية أمر مرفوض شرعًا وسلوكًا، وأن الحج الحقيقي قائم على وحدة الشعائر ووحدة الأمة.

“ثم” لا تعني التغاير

الفهم البلاغي يؤكد التوكيد لا التكرار.. والعبرة بالتفسير النبوي

تطرّق الدكتور سلامة داود إلى التفصيل البلاغي للآية، مشيرًا إلى أن العطف بـ”ثم” قد يُفهم على أنه تغاير بين الإفاضتين، إلا أن العلماء والمفسرين أوضحوا أن “ثم” هنا ليست للترتيب الزمني فقط، بل تحمل دلالة التوكيد والتدرج في البيان.

وبذلك، فإن الإفاضة الثانية ليست فعلًا جديدًا، بل تأكيدٌ على الإفاضة الأولى، وبيانٌ لمكانها الصحيح وهو “حيث أفاض الناس” أي من عرفات، بما ينسجم مع السنة القولية والعملية للنبي ﷺ.

وأشار إلى أن هذا الأسلوب القرآني يجمع بين الدقة اللغوية والهدف التشريعي، ليغرس في المسلم قيمة الاتباع وعدم الانفراد بالاجتهاد دون الرجوع إلى النصوص الصحيحة.

الاستغفار بعد العبادة..

وقفة تواضع لا تليق إلا بالمخلصين

في سياق الحديث عن الإفاضة، أشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن القرآن أعقب الحديث عن الإفاضة مباشرة بالأمر بالاستغفار، فقال تعالى:

﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ… ثُمَّ أَفِيضُوا… وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾

وبيّن الدكتور داود أن الاستغفار عقب الطاعة هو من علامات الإيمان الصادق، وأنه ليس دليلاً على الخطأ بل على التواضع، لأن العبد مهما اجتهد في عبادته، يظل قاصرًا عن بلوغ كمال الشكر، فيحتاج إلى أن يستغفر ربه لما قد يكون شاب عبادته من نقص أو تقصير.

وأشار إلى أن الاستغفار بعد الصلاة، وبعد القيام، وبعد الحج، من سنن النبي ﷺ، حيث ثبت أنه كان يستغفر الله ثلاثًا بعد كل صلاة، وهذا يدل على الحياء النبوي من ربه، ويؤسس لأخلاق العبودية الحقيقية.

المعنى الأعمق:

الاستغفار صيانة للنية.. وعلاج للغرور بعد الطاعة

أوضح الدكتور داود أن الإنسان بعد أداء عبادة كبيرة كالحج، قد يُصيبه شيء من الإعجاب أو الركون إلى شعور الإنجاز، وهنا يأتي الاستغفار كدواء روحي يذكّره بأن الفضل كله من الله، وأن الهداية والتوفيق لا تتحقق إلا بإرادة الله ورعايته.

وأضاف:

“الاستغفار بعد الطاعة يحمي القلب من الكِبر، ويجعل العبد في حال خشوع دائم، ويذكّره بحاجته المستمرة إلى الله، مهما بلغ من الطاعة أو العلم أو العمل.”

وأكد أن هذا التوازن بين العبادة والاستغفار هو من جماليات التربية الإسلامية، التي تدمج بين العمل والتواضع، وبين الاجتهاد والحياء.

الحج في جوهره اجتماع وسلوك

المناسك ليست فقط طقوسًا بل دروسًا في الجماعة والاتباع والاعتراف بالفضل

اختتم الدكتور سلامة داود حديثه بالتأكيد على أن الحج ليس مجرد انتقال من مكان إلى آخر، بل رحلة تربوية يتعلم فيها المسلم معنى الجماعة، وأدب الاتباع، وروح التواضع.

وأشار إلى أن القرآن الكريم حين يُفصّل في وصف المناسك، يُربط كل فعل تعبدي بمعنى روحي وتربوي، مؤكدًا أن الإفاضة من عرفات ليست فقط حركة، بل تجسيد لمبدأ الخضوع لأمر الله والانضمام لجماعة المسلمين دون تفرد.

وختم قائلًا:

“الحج مدرسة، ومن عاد منها يجب أن يعود بزاد من التواضع، لا العُجب، ومن الاستغفار لا الاكتفاء، ومن الذكر لا الغفلة.”

🔗 لمشاهدة الحلقة الكاملة عبر قناة الناس:
اضغط هناhttps://www.youtube.com/watch?v=HWgD_54L0jA

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights