مقالات

رمضانيات فوائد الصيام الصحية والنفسية

محمد احمد طه
من فوائد الصيام أنه يهذب أجزاء الجسم ويريحها من العمل المتواصل حتى أن مرض القلب والذبحة الصدرية لا يصابون بنوباتهم أثناء الصيام غالبا وكذلك مرضى الضغط والبول السكري يجدون الصحة كل الصحة في الصوم وبالتالي مرضى الروماتيزم المفصلي والنقرس والكلى والكبد وأمراض اخرى يعرفها الأطباء والصيام مؤكد النفع في أمراض الجلد والحساسية حتى امراض قشر الرأس وحب الشباب والاكزيما والارتكاريا ، كما أنه مؤكد النفع في صحة السمنة وطلاب النحافة والرشاقة بشروطه المشروطة في دين الله من عدم التخمة في الافطار والسحور ومراعاة قانون شرب الماء والرياضة ونحوها وأما أثره على الصحة النفسية والروحية وتقوية الإرادة (وهي ام الفضائل في الإنسان وحل العقد والأزمات والأمراض الفكرية والعصبية) وبالتالي أثره على الأخلاق والآداب العامة واستشعار رقابة الضمير وتعود المعاملة المباشرة مع الله فكل ذلك من المحسوسات المتكررة التي لا يشك فيها أحد.
فضل السحور للصائمين
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (فضل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب اكلة السحور)
رواه أحمد ومسلم والترمذي وأبو داوود والنسائي
عن عبد الله بن الحارث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتسحر (إنها أي السحور بركة أعطاكم الله إياها فلا تدعوه) اخرجه النسائي باسناد حسن
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تسحروا فإن في السحور بركة) رواه البخاري واللفظ له ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه
عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدعو إلى السحور في شهر مضان وقال (هلموا إلى الغداء المبارك) أخرجه النسائي
وهذا يدل على شرعية الدعاء إلى السحور بإيقاظ النائمين وتنبيه الغافلين كما يدل على أن السحور يسمى الغداء وهو ما يؤكل أول النهار صباحا.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : السحور كله بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة ماء فإن الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحرين فالصلاة من الله رحمة ومن الملائكة دعاء.
أخرجه أحمد واسناده قوي
رمضان الفرصة الكبرى في العالم كله فاغتنموا الخيرات فيه
أهل علينا شهر الله شهر رمضان المعظم الشهر الحبيب إلى قلب كل مؤمن المقرب من جنان علام الغيوب فقابلوه بما هو اهله من اسباب التقوى فيا بشرى من اغتنم الفرصة وغسل ذنوبه ويا شقاء من أصر على معاصيه ولم ينتهز الفرصة للصلح على باريه فإنه لا يدري هل يأتيه رمضان آخر أو لا يـأتيه ، أفلا ترون كيف دارت الدنيا دورتها وكشفت عورتها فأصبح من الناس من يحيى رمضان بالملاهي والسهر أمام التلفاز لمشاهدة الأفلام والمسلسلات والمسرحيات وبرامج المسابقات والفوازير معرضا عن قيام الليل وتلاوة القرآن في شهر القرآن والفخر بالتزام النواهي والسهر في السينما والمسارح والمقاهي تحت إعلان تناول السحور الرمضاني ولا يستحي الماجنون من الإعلان بانهم سيحيون شهر رمضان بحفلات الرقص واسترضاء الشيطان والاختلاط الفاجر والفساد السافر ومن الطريف بل ومن المؤسف الإعلان عن افطار شهي على أنغام الموسيقى والمطرب الفلاني إلى غير ذلك من ألوان الدعوة إلى البعد عن روحانيات هذا الشهر الكريم الذي فضله الله سبحانه في محكم التنزيل (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) وكتب على المؤمنين فيه فريضة الصيام (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)
وقد كثر بل وتلاحظ وجود لعدد غير قليل من المسلمين يفطرون رمضان خاصة عند حلوله في فصل الصيف وفي شدة الحرارة وهؤلاء المجاهرون بالفطر والمفاخرون به والذين يتحدون الله الذي فرض الصوم وأمر به والذين لا يحترمون شعور الصائم القائم لربه والذين يجدون ممن ضعف إيمانهم أعوان الشيطان وحزبه كيف مات الحياء وكيف لا يخافون جبار الأرض والسماء وكيف لا يتقربون إلى الله ويتقونه سبحانه أن يفاجئهم بالبلاء ودرك الشقاء وعضال الداء وخبيثه وخيبة الرجاء والله يفعل ما يشاء.
إن الصيام تربية نفسية وخلقية وروحية وتربية بدنية رياضية وتربية روحية سماوية وتربية صحية طبية، فمريض الجسم يشفى في رمضان ومريض النفس والخلق والروح فيه يشفى ويعان ولا يهان، نعم رمضان شهر الطاعة وتذكر الساعة وممارسة العزائم ومجانبة الجرائم والحفاظ على المحارم والطهارة من المآثم والمغارم يجب على الصائم أن يحاسب نفسه على الأنفاس وعلى كل ما يجري بينه وبين الناس وما بينه وبين رب الناس ملك الناس إله الناس وأن يحذر مصائد الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس، إنه لا يتم الصوم إلا إذا صفت القلوب من العيوب فلا مكر ولا غل ولا خبث ولا حسد ولا حقد على احد وإلا إذا عطف الغني على الفقير وحنى الكبير على الصغير ، وتصدق أهل الصدقة من القليل والكثير وخاف من لا يخاف من سوء الخاتمة والمصير ولابد من أن نؤدي الحقوق إلى أصحابها ولا يتم الصوم إلا بالأسف على ما فات والتضرع إلى بارئ الأرض والسماوات وعليك أن تطعم جارك الجائع ولا تصم ببطنك وحدها لقد هيأ الله لك مناسبة الطهارة فتطهر وترفع عن الترابية والحيوانية والظلماتية وتدبر ولا تكن كالذي عبس وبسر ثم ادبر واستكبر فكان جزاؤه سقر وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر لواحة للبشر عليها تسعة عشر.
فالصيام الإعراض عن تناول ذكر مساوئ وعيوب الناس روي في مسند الإمام أحمد أن امرأتين صامتا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فكادتا أن تموتا من العطش فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم مرتين فأعرض ثم ذكرتا له فدعاهما فأمرهما أن يتقيئا فقاءتا ملء قدح قيحا وصديدا ولحما عببكا (دما متجمدا) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن هاتين صامتا عما احل الله لهما وأفطرتا على ما حرم الله عليهما جلست إحداهما إلى ألأخرى فجعلتا تأكلان من لحوم الناس (انتهى)
التعليق: هذا الحديث يعلمنا حقيقة الصوم في الإسلام وكيف يجازي الله من يخون صومه بالمعصية وإذن فمن باب اولى لا تكون صائم أو صائمة – وأيضا من الصائمين والصائمات يحرصون على أن تؤدي سهرات رمضان في الملاهي والنوادي التي يؤتى فيها ما ليس من دين الله ويبتدعون أنهم يحيون ليالي رمضان والله لا يطاع بمعصية…
فضل رمضان في الكلام النبوي
ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله عز وجل : إلا الصيام فإنه لي وأنا اجزي به إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من اجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
وفي حديث سلمان المرفوع الذي أخرجه ابن خزيمة في صحيحه، في فضل شهر رمضان قال: هو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة.
وفي الطبراني مرفوعا عن ابن عمر مرفوعا (الصيام لله، لا يعلم ثواب عمله إلا الله عز وجل وورد في حديث آخر (أن عمل الصائم مضاعف).
أخرج البيهقي في شعب الإيمان مرفوعا (إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده، ويؤدي ما عليه من المظالم من سائر عمله حتى لا يبقى إلا الصوم فيتحمل الله عز وجل ما بقى عليه من المظالم ويدخله بالصوم الجنة).
أخرج ابن ماجه مرفوعا (رب صائم حطه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم حطه من قيامه السهر) وخرج أيضا (أن للصائم عند فطره دعوة لا ترد).
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم (أن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون لا يدخل منه غيرهم).
وفي حديث عبد الرحمن ابن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في منامه الطويل قال (أويت رجلا من أمتي منه فجاء صيام رمضان فسقاه فأرواه).
وروى ابن أبي الدنيا (الصائمون ينفح من أفواههم ريح المسك ويوضع لهم مائدة تحت العرش يأكلون منها والناس في الحساب).
وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنه قال “كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن فرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة.
واخرجه الإمام أحمد بزيادة في أخرى وهي لا يسأل عن شيء إلا أعطاه.
وروى أبو الشيخ الأصبهاني عن أنس مرفوعا (يخرج الصائمون من قبورهم ، يعرفون بريح أفواههم أطيب من ريح المسك).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights