📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
مقالات

حشمت عبد الحارث يكتب: سقوط أخلاقي على مسرح أمريكا

📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن

لم يكن الجمهور في مهرجان “كوتشيلا” الشهير بأمريكا يعلم أن العرض التالي سيكون مثار جدل واسع في العالم العربي .. الأضواء هنا تسلطت على المسرح، وصعد محمد رمضان بخطوات واثقة، متوشحًا بعلم مصر، ومفتخرًا بأنه أول فنان عربي يعتلي هذا المسرح العالمي .. لكن، لم تمضِ دقائق، حتى تحوّل المشهد إلى صدمة بصرية وأخلاقية

“رمضان”، الذي اعتاد جذب الأضواء بأي وسيلة، ظهر على المسرح شبه عارٍ، بزيّ فرعوني مزيّف لا يمت لتاريخ مصر ولا لهويتها الثقافية بصلة .. كانت الموسيقى عالية، والرقصات مثيرة، والجمهور الغربي يصفّق، لكن خلف الشاشات و على بعد آلاف الأميال كان هناك شعب يتألم من مشهد لا يمثلهم، بل يُسيء إليهم.

«مصر هنا» .. كتبها محمد رمضان في منشور لاحق وهو يرفع العلم بفخر، غير مدرك أن مصر التي يتحدث عنها ليست تلك التي ظهرت في حفله، مصر ليست مجرد قطعة قماش تُرفع فوق كتف عارٍ، ولا هي جسدٌ يُستعرض أمام العالم كسلعة .. مصر هي أم كلثوم حين غنّت، وعبد الوهاب حين لحّن، وسيدة الشاشة حين مثلت، لا حين تجسدت في صورة مهينة على مسرح أمريكي.

عقب الإنتهاء من المسرح، اجتاح الغضب مواقع التواصل الاجتماعي، وانهالت الانتقادات من كل اتجاه، فلم تكن مجرد آراء عابرة، بل صرخات وجع من أبناء وطن لم يعتادوا أن يُمثَّلوا بهذا الشكل المُسيء.

على الفور، خرجت نقابة المهن التمثيلية عن صمتها، وأعلنت فتح تحقيق في الواقعة، في محاولة لاستعادة كرامة الفن المصري التي أُهينت على يد أحد أبنائه .

والغريب في الأمر أن “رمضان” لم يظهر أي ندم، لم يعتذر، لم يراجع نفسه، بل بدا كأن كل ما حدث انتصار جديد في معركته مع الشهرة .. فهل بات الجدل هو الوقود الوحيد لرحلة صعوده؟ وهل نسي أن النجومية مسؤولية قبل أن تكون منصات وعقودًا وإعلانات؟

المؤلم في المشهد كله ليس فقط ظهور فنان بشكل غير لائق، بل الطريقة التي بات يُختصر بها الفن في الاستعراض والضجيج .. فحين يصبح الجسد هو الرسالة، وتتحول الأضواء إلى ستار يُخفي الفراغ، نكون أمام أزمة أعمق من مجرد حفلة فاشلة، فنحن أمام سقوط أخلاقي وفني .. ولعل في هذا السقوط الأخلاقي، درسًا قاسيًا له ولكل من يظن أن الشهرة تبرّر كل شيء، فالفن مسؤولية، لا فوضى .. واحترام الوطن ليس خيارًا، بل واجب لا يسقط بالتقادم، ولا يُستر بالأضواء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights