ما لا تعرفه عن الحبة القاتلة.. كيف تنقذ أحدهم من موت محقق؟

أصبحت حالات التسمم بـ”قرص الغلة” أزمة صحية تهدد حياة الكثيرين، حيث يُستخدم هذا المبيد السام المعروف علمياً باسم فوسفيد الألومنيوم (Aluminum Phosphide) في مكافحة الآفات الزراعية، وحفظ الحبوب من التلف، لكنه يتحول إلى قاتل صامت عند تناوله، وتجيب جريدة وموقع «اليوم» في هذا التقرير على سؤال كيفية التعامل مع هذه الحالات؟
الأطباء ينصحون بضرورة التعامل مع هذه الحالات بحذر شديد وسرعة فائقة، حيث ينطلق غاز الفوسفين السام (PH3) عند تفاعل القرص مع الماء أو الأحماض، ما يسبب أضراراً خطيرة للجهاز الهضمي ويؤدي في كثير من الحالات إلى الوفاة.
رأي الطب
بحسب الأطباء، تعد حالات التسمم بقرص الغلة من أخطر أنواع التسمم التي تواجه الطوارئ، حيث لا يوجد ترياق محدد للفوسفين السام. تعتمد فرص النجاة على السرعة في تقديم الإسعافات الأولية والوصول إلى الرعاية الطبية.
الإسعافات الأولية الفورية
يقول الطبيب خالد علي، طبيب باطنة بمركز زهرة الأمل الطبي في الخانكة :” إذا واجهت حالة تسمم بقرص الغلة، اتبع هذه الخطوات لإنقاذ المصاب قبل الوصول إلى الطبيب.”
- لا تعطي المصاب ماءً، فالماء يسرع من تفاعل القرص وإطلاق غاز الفوسفين السام، مما يزيد من خطورة الوضع.
- استخدام الزيوت فوراً
قم بإعطاء المصاب زيت البرافين، زيت جوز الهند، أو حتى زيت طعام عادي، حيث تعمل الزيوت على تغليف القرص ومنع تحرر الغاز السام. - تناول الفحم النشط، قدم للمصاب ما بين 10 إلى 25 جراماً من الفحم النشط “حسب العمر” فالفحم يمتص الغاز السام المتحرر داخل الجسم، وتأكد من تقديم الفحم فقط دون مزجه بأي مادة أخرى كالحليب أو الشوكولاتة، لأنها تقلل من كفاءته.
- التوجه إلى الهواء الطلق، حيث ضيق التنفس من الأعراض الشائعة الناتجة عن استنشاق غاز الفوسفين، لذلك، اصطحب المصاب إلى مكان جيد التهوية على الفور.
محاولة الوصول إلى المستشفى بسرعة
وأضاف بمجرد تقديم الإسعافات الأولية، انقل المصاب إلى المستشفى فوراً ليتم إجراء غسيل للمعدة باستخدام محلول برمنجنات البوتاسيوم بتركيز محدد (1:10,000)، وهذا المحلول يساعد على تحويل الفوسفين السام إلى مركب غير سام.
خطر قاتل يجب الحذر منه
أكد الطبيب خالد، بأن قرص الغلة يحتوي على مواد شديدة السمية، ويتفاعل بسرعة مع الماء لإطلاق غاز قاتل يهاجم الجهاز التنفسي والهضمي، على الرغم من شعور المصاب بالعطش، إلا أن منحه الماء يعد كارثة لأنه يزيد من خطورة الوضع.
دوافع الانتحار باستخدام “حبوب الغلة”
فيما يلي ترصد جريدة وموقع « اليوم» للقراء أبرز الدوافع التي تدفع البعض لاستخدامها كوسيلة للانتحار:
- الأزمات النفسية
- القلق والتوتر
- مشكلات اجتماعية وعائلية كالخلافات الأسرية
- التنمر والعزلة الاجتماعية
- صعوبات اقتصادية كالفقر والديون
- البطالة، خاصة الشعور بالعجز عن تحقيق الذات أو إعالة الأسرة يزيد من الشعور بالإحباط واليأس.
- سهولة الوصول إلى المادة، وذلك بسبب قلة الرقابة على توزيع حبوب الغلة
- ضعف الوعي بخطورة المادة، حيث يجهل الكثيرون أن “حبوب الغلة” تؤدي إلى موت بطيء ومؤلم للغاية، نتيجة تلف الأعضاء الداخلية وعدم وجود ترياق فعال، هذا الجهل قد يدفع البعض لاختيارها كوسيلة للانتحار دون إدراك حجم معاناتهم قبل الوفاة.
رسالة أمل: الوقاية أهم من العلاج
الانتحار ليس حلاً، مهما بلغت الصعوبات، فإن اللجوء إلى الدعم النفسي والاجتماعي يمكن أن يكون المفتاح لتجاوز الأزمات، وعلى المجتمع أن يتحمل مسؤولية التوعية والدعم لتقليل هذه الظاهرة المأساوية وإنقاذ الأرواح.