حوارات

د هدى حجاج في حوار لـ اليوم: سبب عزوف الشباب عن دراسة التاريخ الأسلوب الخاطئ وعرقلة تبسيط المعلومات

لماذا يعزفون الشباب عن دراسة التاريخ والتعرف على آثار مصر؟ وكيف تدعم الدولة التاريخ ليكون منارة للدارسة حول العالم؟ أسئلة كثيرة مطروحة في هذا الشأن، يناقشها “اليوم” مع صاحبة مبادرة دالتا أليكس، أستاذ علم التاريخ القديم بجامعة الإسكندرية التي تتحدث عن كيفية اندماج الشباب مع التاريخ، وتشاركنا بالتاريخ كما يجب أن يكون، قامت بالعديد من المبادرات للمعرفة الفعالة لقيمة تاريخ مصر، فهي دكتورة هدى حجاج أستاذ علم التاريخ القديم بكلية التربية جامعة الإسكندرية تفتح قلبها لجريدة اليوم.

إلى نص الحوار:-

* حدثينا عن نشأتك وكيف بدأتي رحلتك مع التاريخ؟

اسمي هدى حجاج نشأت في أسرة متوسطة ولدي يهتم جيدا بالقراءة والدتي تهوا القصص، ولا شك أنني ورثت كل هذا الحب، وربما أكثر من أخواتي منذ صغري كنت أفتح مكتبة والدي وأحاول أن أقرأ وأفهم، كانت أشياء كثيرة قديمة جدًا بالنسبة لعمري، ولكن من خلال السؤال والمناقشة، فهمت وتعلمت، حبي للتاريخ يمكن أن ينبع من حبي للقراءة والاستماع بعناية لأي برنامج أو نقاش أو فيلم أو مسلسل تاريخي
ومع مرور الوقت أحببت الدراسة في قسم التاريخ واخترت هذا التخصص وأنا لا أزال في المرحلة الثانوية

وتابعت عندما دخلت الجامعة، منذ اليوم الأول، أردت أن أكون جزءًا من امتحان الجامعة، طوال سنوات دراستي، لم أهتم بأي شيء آخر غير هذا الهدف، وفقني الله واصبحت صاحبه اول مبادره للتحدث عن التاريخ.

* مبادره دلتا اليكس واهتمامك بتاريخ الدلتا وأيضا الإسكندرية كيف بدأت؟ ومن الذى شارك بها ودعهمها لتظهر للنور؟

المبادرة ظهرت كفكرة من خلال تدريسي لمادة التاريخ داخل كلية التربية، فالطالب بغض النظر عن تخصصه ودراسته تكون لديه معلومات ضحلة جداً عن آثار بلده بشكل عام وآثار مدينته بشكل خاص، فبدأت بزيارات تعريفية للآثار السكندرية تحت مسمى إحياء التراث القديم ويشاركنا متخصص في الآثار أو المنطقة للشرح ويالإيضاح، ونتبادل المعرفة والخبرات
بدأت مرة بعد مرة بوضع جدول كامل للمناطق والمتاحف وتنظيم الزيارات بشكل منتظم.

ووضعت الأهداف لمبادرة علمية وأثرية واجتماعية وترفيهية الفئة المستهدفة هم الشباب، والإعلان عنها داخل المجتمع المدني وداخل المؤسسات التعليمية.

ولأن لدي نشاط خيري في دور الأيتام، فقد أدرجت المنازل في جدول الزيارة، وقمنا بالفعل بزيارة في يوليو الماضي إلى بيت بلال بن رباح في المتحف اليوناني الروماني.

أطلقت عليها اسم Delta Alex Effects لأن الهدف الأساسي هو لفت الانتباه إلى آثار الدلتا في البر والبحر، وبما أن الإسكندرية عروس البحر الأبيض المتوسط ​​وسيدة الدلتا بلا منازع، فإنها تتمتع بمكانة أثرية مميزة، خاصة بطابعها العالمي،
والتي تجمع آثار وثقافات متعددة عبر العصور، ونالت المبادرة دعم كبير من أساتذة التخصصات في زيارات معينة مثل متحف المجوهرات.

وتابعت: الحقيقة أنني حصلت منذ الزيارة الأولى على دعم من المجتمع المدني، الجولة الأولى للمبادرة في المتحف الوطني في سبتمبر 2022، وحتى الآن كان هناك دعم ونفسي دعم أدبي من العديد من الأصدقاء والمتخصصين ومفتشي الآثار بالمناطق الأثرية بالإسكندرية، وتم تكريم مبادرتي في المهرجان الثاني للعمل الإنساني يومي 29 و 24 أغسطس.

* ماذا عن آثار الإسكندرية غير المعروفة لدى الكتيرين رغم تاريخها العريق ومن المقصر فى إهمالها؟

أما الآثار المجهولة بالإسكندرية فهي للأسف كثيرة جدًا
متحف كفافي هو منزل تاجر أجنبي وله طراز فريد من عصره مقابر الأنفوشي خلف المستشفى العسكري، ولسوء الحظ، لا يوجد سوى 5 قبور، اثنان منها متاحان للزيارة، والباقي مغمور بالمياه الجوفية لسوء الحظ، المكان يحتاج إلى الاهتمام،
والعديد من المقابر الأخرى الموجودة بالإسكندرية من الحديث ومن عائلة محمد علي، ويرجع جزء كبير من التقصير على الجهات المتخصصة فى رعاية الاثار وإهمالهم لتراث البلد.

أثناء دراستك للتاريخ واهتمامك بالجوانب المتعددة كباحثة ودكتوره من المسؤول عن عزوف الشباب عن التعرف على تاريخ مصر؟

الشباب فقط هم الذين يفتقرون إلى القدوة بشكل عام إحساسهم بالمسؤولية يجعلهم يفكرون ماديا للأسف، لكن ما رأيته من خلال المبادرة هو أن الدراسات الميدانية والجولات تجعل الطالب يستمتع بالمعلومات التي درسها ويشعر حينها أن المعلومات النظرية التي اكتسبها من قبل لا غنى عن الدراسة النظرية ما دام هناك تراث أثري كامل يشهد على العلم الذي تمت دراسته.

بالاضافة إلى الأسلوب الخاطئ بالكتب التاريخية وعرقلة تبسيط المعلومات رغم تعدد الوسائل الحديثة لطرح التاريخ وتسهيل اسلوبه، مما ادى الى الملل العام لكثيرين.

*من وجهه نظرك ما هو الدور الذى من المفترض أن تقدمه الدوله لدعم التاريخ؟

دور الدولة هو التوجيه والتشجيع، أي نأمل أن تقدم الدعم المعنوي للمبادرات الأثرية وتضع بروتوكولات تعاون لنشر الفائدة، كما يمكن للدولة توفير منصات للندوات والمحاضرات التوعوية حول أهمية التراث الأثري.

وأضافت: دور الدولة كبير، من بداية الاهتمام بالآثار نفسها إلى حد التوعية بها، وفي المجتمع نفسه تنتشر الأمية بكافة أنواعها سواء أمية القراءة والكتابة أو أمية المتعلمين الذين يجهلون قيمة التراث.

* فى ظل الأنشطة المختلفة الذى يقوم بها المجتمع المدني كيف ساعد المجتمع المدني في دعم تاريخ مصر؟

المجتمع المدني للأسف أكثر انشغالا بالمراجعة الاجتماعية في مختلف المجالات، والمهتمون بالتاريخ والآثار ما زالوا أقلية تفتقر إلى التوجيه دور مبادرتي هو استقطاب كل المهتمين من باحثين وشباب وقيادات المجتمع المدني أنفسهم، وأرى نتائج إيجابية تجعلني استمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى