جامع السلطان الحنفي.. ضريح وبئر زمزم يستقطب الزوار من كل أنحاء العالم

في قلب حي السيدة زينب بالقاهرة، حيث تختلط الأصوات العتيقة بعبق التاريخ، يقف جامع السلطان الحنفي كواحد من الكنوز المخبأة بين دهاليز الحي، تأسس هذا الجامع المهيب في عام 817 هجرياً على يد الشيخ شمس الدين الحنفي، ليصبح معلماً روحانياً ومعمارياً يجمع بين القدسية والجمال.
عند دخولك المسجد، يلفتك على الفور الضريح المهيب، الذي يحتضن جسد الشيخ شمس الدين وابن زوجته، ذلك الضريح ليس مجرد مكان للتأمل أو الدعاء، بل يمثل نقطة تجمع روحياً للزوار الذين يبحثون عن بركات هذا المكان الذي يعتبره الكثيرون مصدراً للطمأنينة.
يشهد المسجد إقبالاً واسعاً من الزوار، ليس فقط من المصريين، بل من العرب والأجانب أيضاً، فالسياح يأتون لاستكشاف هذا المعلم التاريخي الذي يعكس جمال العمارة الإسلامية وروحانية الماضي، في حين يحرص الكثير من سكان المنطقة على زيارته بانتظام لأداء الصلاة والتبرك بمائه وضريحه.
بئر مياه جوفية داخل المسجد
ومن عجائب المسجد التي تجعل منه مكانًا فريداً، وجود بئر جوفية يعود عمرها إلى بناء المسجد، ومياه البئر الصافية كانت وما زالت مصدراً للحياة في المنطقة، وكأنها رسالة من الماضي إلى الحاضر: الحياة تجري كما الماء، لا تنقطع.
من هو السلطان الحنفي؟

يقول إمام مسجد السلطان الحنفي عمرو عبد الحميد، في تصريحات صحفية : ” السلطان الحفني اسمه الحقيقي شمس الدين أبو محمود محمد الحنفي، كان من أبرز مشايخ مصر في القرن الثامن الهجري، ولد عام 775 هـ وتوفي عام 847 هـ عن عمر يناهز 72 عاماً”، وأشار إلى إن السلطان الحفني اشتهر بعلمه وكراماته، وكان له تأثير كبير على الملوك والأمراء في زمانه.
ومن جانبه، أحد العاملين بالمسجد، يدعى سيد محمد، والذي يعمل هناك منذ 14 عاماً، ذكر أن البئر يأتيها زوار من خارج مصر قاصدين المياه للتبرك والشفاء من الأمراض، وأشار إلى أن المياه تشبه في مذاقها الحليب الصافي، وأنها لم تنقطع منذ بناء المسجد.
على الرغم من هذه المعتقدات، نفت وزارة الأوقاف المصرية أن تكون مياه البئر متصلة بماء زمزم، وقررت الأوقاف المصرية خلال عهد الوزير السابق محمد مختار جمعة بغلق البئر لمنع انتشار الخرافات والفتن.
جامع السلطان الحنفي ليس مجرد مبنى تاريخي، بل شاهد على حقبة مليئة بالإنجازات والتحديات، هذا المكان، الذي يختبئ في زوايا السيدة زينب، يجمع بين الجمال المعماري والروحانية، ليصبح جزءاً من ذاكرة القاهرة التي لا تنسى.