📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
أخبار

الرقص على منصات التواصل الاجتماعي.. بين التربح وضوابط الشريعة

📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن

انتشرت منصات التواصل الاجتماعي، وأصبحت هذه الوسائل ساحة مفتوحة للتعبير وإنتاج المحتوى ومع ذلك، ظهرت ممارسات أثارت جدلًا واسعًا، من بينها ظاهرة رقص النساء والفتيات أمام الكاميرات، حيث تحولت من مجرد ترفيه إلى مصدر لجمع الأموال وتحقيق الشهرة.

لكن مع هذه التحولات، ظهرت تساؤلات جوهرية حول الأبعاد الأخلاقية والاجتماعية لهذه الممارسات، خاصة فيما يتعلق بمدى توافقها مع أحكام الشريعة الإسلامية.

تطور الظاهرة: كيف بدأ الرقص الرقمي؟

1. البدايات العفوية
بدأت مقاطع الرقص على وسائل التواصل الاجتماعي كجزء من الترفيه أو المشاركة في التحديات الشائعة، لتتحول لاحقًا إلى ظاهرة تستقطب ملايين المشاهدات.

2. تحقيق الأرباح
أدركت الفتيات إمكانية استغلال هذه المقاطع لتحقيق مكاسب مادية، سواء من خلال الإعلانات، الهدايا الرقمية، أو الترويج للعلامات التجارية.

ضوابط الرقص في الشريعة الإسلامية

1. الرقص ليس محرمًا بالإجمال
لم تُحرم الشريعة الإسلامية الرقص بشكل قاطع، لكنه قُيد بشروط تهدف إلى الحفاظ على الأخلاق والقيم:

الابتعاد عن إثارة الفتنة: يقول الله تعالى: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) [النور: 31]. وهذا يشمل كل ما قد يثير الغرائز أو يخل بالحياء.

البيئة المغلقة والمحافظة: الرقص للنساء مسموح في إطار خاص مثل المناسبات النسائية أو العائلية دون تصوير أو نشر.

عدم التبرج أو الخضوع بالقول: يحذر الإسلام من التبرج وإظهار الزينة أمام الأجانب قال الله تعالى: (وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) [الأحزاب: 33].

2. النشر على الإنترنت تحت طائلة المحظور الشرعي

يُعد نشر مقاطع الرقص أمام جمهور مختلط من الرجال والنساء مخالفة للشريعة للأسباب التالية:

تعريض المرأة للنظرات الخادشة: قال النبي ﷺ: “إن الحياء لا يأتي إلا بخير” [رواه البخاري]. والنشر العلني يخل بهذه الفضيلة.

فتح أبواب الفتنة: قال النبي ﷺ: “ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء” [رواه البخاري ومسلم].

الكسب المادي من محتوى الرقص

1. الكسب غير المشروع
المال الناتج عن محتوى يخالف تعاليم الإسلام يُعتبر كسبًا غير حلال قال النبي ﷺ: “كل جسد نبت من سحت، فالنار أولى به” [رواه الترمذي].

التربح من محتوى يحتوي على إثارة أو خروج عن الحياء يندرج ضمن هذا الإطار.

2. التوجه نحو الكسب المشروع

حث الإسلام على طلب الرزق الحلال والعمل بما يرفع من قيمة الإنسان قال النبي ﷺ: “لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحدًا فيعطيه أو يمنعه” [رواه البخاري].

التأثيرات الأخلاقية والاجتماعية

1. تعزيز القيم السطحية
تحول الاستعراض إلى معيار لتحقيق النجاح والشهرة يُضعف من قيمة العمل الجاد أو الإبداع الفكري قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) [الرعد: 11].

2. تأثير سلبي على الشباب
المراهقون، كونهم الفئة الأكثر تأثرًا بالمحتوى الرقمي، يتجهون لتقليد هذه السلوكيات دون وعي بتبعاتها، مما يعزز ثقافة “الشهرة بأي ثمن”.

3. تفكك العلاقات الأسرية
ينتج عن هذه الظاهرة توترات بين أفراد الأسرة، خاصة إذا رفض الأهل مشاركة بناتهم في محتوى يُعتبر خادشًا. قال النبي ﷺ: “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته” [رواه البخاري ومسلم].

الأبعاد القانونية: بين المساءلة والمراقبة

1. تشريعات مكافحة المحتوى الخادش
في العديد من الدول العربية، تنص القوانين على حظر نشر محتويات تسيء للآداب العامة، مع فرض عقوبات على المخالفين.

2. مسؤولية المنصات الرقمية
بدأت الحكومات في إلزام المنصات بحذف المحتويات التي تتعارض مع القيم المحلية، مع فرض غرامات حال عدم الامتثال.

3. دور الأسرة القانوني
في حال تورط القُصر، تتحمل الأسر مسؤولية قانونية لضمان مراقبة سلوك أبنائها على الإنترنت.

حلول لمعالجة الظاهرة

1. التوعية الدينية والأخلاقية

تنظيم حملات إعلامية لرفع الوعي بمخاطر نشر المحتويات التي تخالف القيم الإسلامية.

تقديم دروس دينية توضح أهمية الحياء والحفاظ على القيم.

2. تطوير محتوى رقمي هادف

تشجيع الشباب على تقديم محتوى إبداعي وتعليمي.

منح جوائز لصناع المحتوى الذين يروجون للأفكار الإيجابية.

3. تعزيز الرقابة الأسرية

تثقيف الآباء حول كيفية متابعة أنشطة أبنائهم الرقمية.

توفير تطبيقات تساعد الأسرة على مراقبة المحتوى الرقمي بشكل آمن.

4. سن قوانين صارمة

فرض عقوبات رادعة على نشر المحتويات المخالفة للآداب العامة.

تأسيس هيئات رقابية متخصصة لمتابعة المحتوى الرقمي وضمان التزامه بالمعايير الأخلاقية.

التوازن بين الحرية والمسؤولية

ظاهرة الرقص على منصات التواصل الاجتماعي تعكس الصراع بين الإغراءات المالية السريعة وضوابط القيم الدينية والأخلاقية. ومع استمرار تأثير هذه الظاهرة، يبقى الحل في إيجاد توازن يضمن استخدام التكنولوجيا لبناء المجتمع وترسيخ القيم، بدلاً من الإضرار بها قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة: 2].

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights