
في قلب مدينة الأقصر، التي عُرفت عبر العصور بآثارها العريقة وحضارتها الممتدة، كان للمدينة ليلة أمس نصيب من مشهد مأساوي بدا وكأنه خرج من صفحات رواية رعب أو حلقة درامية من مسلسل “ابواب الخوف” .. ظهر شاب في أواخر العقد الثالث من عمره ارتكب جريمة بشعة بدم بارد، تقشعر لها الأبدان وتثير تساؤلات عميقة حول الدوافع والحقائق..
مشهد شيطاني يثير الرعب في الأقصر :
كانت الساعة تقارب منتصف الليل في منطقة أبو الجود بمدينة الأقصر، حين غطى السكون شوارع الحي القديم.. هنا منازل متراصة بعضها لبعض تنبعث منها أضواء خافتة، وأزقة ضيقة تبدو وكأنها تحرس أسرارًا لا يجرؤ أحد على الاقتراب منها .. ولكن هذا السكون المريح لم يكن سوى الهدوء الذي يسبق العاصفة القادمة، عاصفة دماء ورعب ستظل محفورة في ذاكرة كل من شهدها..
وفجأة، وسط أحد الأزقة المظلمة، شقت صرخات مبهمة صمت الليل، أسرع الناس نحو مصدر الصوت، وعلى وجوههم مزيج من القلق والتوجس.. هناك، وسط دائرة من المارة الذين جمدهم الرعب، وقف شاب في أواخر الثلاثينيات، يحمل في يده رأسًا بشريًا مفصولًا عن جسده؛ كانت عيناه الجاحظتان وكلماته المرددة تشي بجنون لا حدود له..
رأس مفصولة ودماء على الجدران:
كان المشهد أقرب إلى كابوس متجسد، الشاب يمسك الرأس كأنها غنيمة حرب، ويلطخ يده بدمائها ثم يبدأ في كتابة عبارات على الجدران غامضة غير مفهومة : “لحمي ودمي فداك”. بدا وكأنه يؤدي طقسًا مروعًا لا يدرك أحد مغزاه .. لم يكتفي بعذا فقط؛ بل انحنى الشاب على رأس الضحية المفصولة عن الجسد، وبدأ يأكل منها أمام الحاضرين، وكأنما دفعته قوة غامضة إلى فعل ذلك..
اللحظة التي جمدت الجميع:
رغم بشاعة المشهد، ظل الحاضرون عاجزين عن التدخل، كأن الصدمة قد شلت أقدامهم، أو كأنهم مسحورون أو مكبلون بالخوف.. لا أحد يجرؤ على الاقتراب، الخوف شلّهم تمامًا وكأن هناك قوى خفية منعتهم من التحرك؛ حتى أن البعض تساءل بصوت خافت: هل هذا إنسان أم مخلوق شيطاني؟ وكلما مر الوقت، زاد المشهد وحشية، وزادت العبارة المرسومة بالدم على الجدار أكثر غموضًا ورعبا
تفاصيل الجريمة:
بحسب ما روته التحقيقات، القاتل البالغ من العمر 38 عامًا، يعاني من مرض نفسي تسبب له في نوبات هياج متكررة، وفقًا لما أفاد به مصدر أمني، الضحية، رجل خمسيني، كان يسير في الشارع دون أن يدري أنه سيواجه نهايته المأساوية.. لحظة اللقاء بينهما كانت قصيرة لكنها مؤلمة، حيث ان في لحظة هيجان غير متوقعة، اعتدى الجاني عليه بسلاح أبيض، وفصل رأسه عن جسده.
تحركت قوات الأمن سريعًا بعد تلقي البلاغ. تم القبض على الجاني الذي بدا في حالة هياج شديد. وقد أكدت التحقيقات الأولية أن الجريمة وقعت أثناء نوبة هيجان نفسي.
دوافع غامضة أم طلاسم شيطانية؟
رغم تأكيد التقارير الطبية أن الجاني يعاني من اضطراب نفسي، فإن المشهد نفسه فتح الباب أمام تفسيرات أخرى، العبارة التي كتبها بدمه، والطريقة التي تعامل بها مع جسد الضحية، أثارت جدلًا حول تأثير المخدرات التي تحتوي على طلاسم شيطانية، كما يدعي البعض، وقدرتها على دفع الإنسان لارتكاب أفعال غير بشرية.
أحد الحاضرين قال: “ما رأيناه يفوق الخيال. لم يكن هذا مجرد إنسان مختل؛ كان وكأنه مسكون بقوى خارقة تدفعه لتقديم فروض طاعة لشيء غامض”.
ردود فعل المجتمع:
أثارت الحادثة موجة من الرعب والغضب في أوساط الأهالي ومواقع السوشيال ميديا .. و الكثيرون تساءلوا عن السبب الذي منع الحاضرين من التدخل لوقف الجريمة؛ هل كان ذلك بسبب الصدمة أم الخوف من مواجهة قاتل بهذا الشكل المرعب؟