عالم أزهري لـ “اليوم”: تعريب الطب محاولة على طريق التحرر من الهزيمة النفسية والهيمنة الغربية

كتب- محمود عرفات
قال محمد إبراهيم العشماوي أستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين جامعة الأزهر إن الطب عربي نقله العرب عن الإغريق، ثم طوروه بتجاربهم ولغتهم في عصور الحضارة الإسلامية الزاهية، ثم عادت أوربا لتنقل التجربة العربية في الطب إليها، ثم طورته بتجاربها ولغتها، ثم عاد العرب مرة أخرى لنقل التجربة الطبية الأوربية، لكن هذه المرة بقصد التعريب فحسب.
وتساءل في تصريح خاص لجريدة “اليوم”: هل تستطيع حضارة المغلوب أن تتحرر من سلطة حضارة الغالب بمجرد تغيير لغة العلم، مع أن حضارة الغالب غنية منتِجة، وحضارة المغلوب فقيرة مستهلِكة، أم لا بد من أن تمتلك أسباب الغلبة كلها، ومن بينها إنتاج المعرفة؟!
وأكد خلال حديثه على أن محاولة تعريب الطب محاولة على طريق التحرر من الهزيمة النفسية، والهيمنة الغربية، لكن لا بد أن يتبعها محاولات أخرى للتحرر من اللغة الأجنبية في أسماء المحلات والشوارع والمطارات والموانئ وشروط التوظيف والتقليد الأعمى لأنماط الحياة الغربية وعاداتها!
وأضاف أنه لا بد للطب المعرَّب أن يستغني عن إرسال بعثاته إلى الغرب لدراسة الطب باللغات الأجنبية، ويتحول إلى منتِج؛ لأنه لا معنى لدراسة الطب بالعربية في بلاد العرب، ثم دراسته بالأعجمية في بلاد الأعاجم، ثم تعريبه مرة أخرى.
واستطرد قائلا: لا سبيل ولا بديل إلا أن تتحول الحضارة العربية إلى إنتاج المعرفة، بدلا من استيرادها واستهلاكها.
وكان المركز الإعلامي لجامعة الأزهر قد أصدر بيانًا بشأن ما يتمُّ تداوله حول توجيه الدراسة باللغة العربية في قطاعات: الطب، والصيدلة، وطب الأسنان، مؤكدًا أن الذي يتم حاليًا هو دراسة علميَّة متأنية حول إمكانية تعريب العلوم الطبية، ومدى قابلية ذلك للتطبيق، مع الأخذ بعين الاعتبار جميع الأبعاد الأكاديمية والتقنية والتطبيقيَّة لضمان تحقيق أفضل معايير التعليم الطبي، وتلبية احتياجات الطلاب والمجتمع على حدٍّ سواء.
وقال بيان المركز: إن أي قرارات تتعلق بهذا الشأن ستصدر بعد الانتهاء من الدراسات والمناقشات العلمية اللازمة بما يخدم المصلحة العامة، وأن جامعة الأزهر ملتزمة دائمًا بتطوير العملية التعليمية بما يواكب التقدُّم العلمي ويلبي تطلعات الطلاب والمجتمع.