
بقلم: ✍️ إسلام عبد الرحيم
في مثل هذا اليوم من كل عام، نحتفل بذكرى تاريخية عظيمة، وهي ذكرى عيد الشرطة المصرية في 25 يناير 1952، حيث خاض رجال الشرطة المصرية معركة شجاعة في مدينة الإسماعيلية ضد الاحتلال البريطاني، ليصنعوا بذلك ملحمة بطولية تؤرخ لقوة الإرادة وعزيمة رجال الأمن في الحفاظ على الوطن واستقلاله، واليوم ومع مرور 73 عاماً على تلك الملحمة، يستعيد المصريون ذكرى هذه المناسبة المجيدة التي شكلت جزءاً مهماً من تاريخهم الوطني، وكتب فيها رجال الشرطة صفحة من الفخر والتضحية.
بدأت القصة حينما تصدى رجال الشرطة في يوم 25 يناير 1952 لأعمال المقاومة البريطانية في مدينة الإسماعيلية الذين رفضوا تسليم أسلحتهم كانت القوات البريطانية قد داهمت المدينة في محاولة لقمع المتظاهرين والمحتجين على السياسات الاستعمارية، إلا أن رجال الشرطة لم يرضوا بالذل والخضوع، بل أظهروا شجاعة نادرة وأصروا على الوقوف ضد قوات الاحتلال، ما أسفر عن استشهاد 50 من رجال الشرطة وإصابة العديد منهم، تلك المذبحة أصبحت رمزاً للتضحية والفداء، واستحقت أن تكون ذكرى خالدة يتم الاحتفال بها سنوياً، لتكريم رجال الشرطة الذين قدموا حياتهم فداءً للوطن، لقد قدموا درساً عميقاً في الوطنية، وكانوا وما زالوا هم الدرع الحامي للوطن والشعب.
في السنوات الأخيرة، تعرضت مصر لعديد من التحديات الأمنية، وتعددت الأزمات التي تهدد استقرارها الداخلي، لكن رجال الشرطة المصرية، بتوجيهات القيادة السياسية، قد أظهروا قدرة فائقة على التصدي لتلك التهديدات، فقد استطاعوا مواجهة الإرهاب والتطرف، وتقديم تضحيات كبيرة في سبيل الحفاظ على أمن الوطن، ورغم الأوضاع الصعبة والتهديدات المتزايدة، ظلت الشرطة المصرية مثالاً للتضحية والشجاعة.
لم يقتصر دور الشرطة المصرية على الحفاظ على الأمن وحماية الشعب فقط، بل كان لها دور مهم في تعزيز روح الانتماء الوطني عبر عدد من المشاريع والمبادرات التي تساهم في بناء مصر الحديثة، فقد شهدت الشرطة المصرية تطوراً ملحوظاً في العديد من المجالات الفنية والإدارية، بدءًا من تحديث أساليب التحقيقات الجنائية، وصولاً إلى تطوير أساليب التعامل مع الجرائم الإلكترونية، وتدريب رجال الشرطة على استخدام التقنيات الحديثة لمكافحة الجريمة.
إن الاحتفال بعيد الشرطة، هو مناسبة لتكريم هؤلاء الذين يسهرون على أمن المواطن المصري ويضحون من أجل وطنهم، من أفراد الشرطة ورجالها الذين يعتبرون خط الدفاع الأول ضد أي تهديد، ويظل يوم 25 يناير ليس فقط ذكرى نضال ضد الاحتلال، بل هو رمز لصمود الشرطة المصرية في مواجهة كل الظروف والتحديات، في هذا اليوم، يُستحضر العزيمة والإصرار، كما يُذكر الشعب المصري بأهمية التضحية في سبيل الحفاظ على وحدة وأمن الوطن.
ولذا، فإن من واجبنا جميعًا أن نقدر ونحترم رجال الشرطة الذين يبذلون كل غالٍ ونفيس لحماية أرضنا وأمننا، وأن نعي أن أمن الوطن ليس مهمة شرطي واحد، بل هو مسؤولية مشتركة بين جميع أفراد المجتمع.