حقق مسلسل “ذئاب الجبل” نجاح منقطع النظير في تاريخ الدراما ما زال مستمر وهو واحد من أبرز المسلسلات التي قدمت الصعيد بشكل أكثر واقعية بالرغم من ذلك شهد هذا المسلسل أحداث مأساوية في الكواليس.
عرض مسلسل ذئاب الجبل عام 1993، وكانت شوارع قرى الصعيد تصبح شبه خالية في ساعة عرضه.
فقد برع محمد صفاء عامر في كتابة مسلسل يلمس قلوبهم ويعبر عن طبيعة وعادات واقعهم ذلك إلى جانب الإخراج المتميز لـ مجدي أبو عميرة.
وجسد أبطال المسلسل شخصيات ارتبطت باسمائهم إلى الآن منهم الفنان القدير حمدي غيث (الشيخ بدار) الحكيم الذي يقود عائلة وسط تحديات اجتماعية وقبلية خاصة.
والفنان عبد الله غيث الذي جسد شخصية تعبر عن شر من نوع خاص ولعب دورًا محوريًا في إشعال الصراعات بدهاء شديد لتحقيق مصالحه الشخصية.
أيضا دور سماح أنور والتي جسدت دور وردة ابنة الصعيد بشكل واقعي بعيدا عن الصور النمطية التي يلجأ لها من لا يعرفون طبيعة الصعيد وشقيقها البدري أحمد عبد العزيز الشاب المتعلم المتمسك بتقاليد بيئته.
الصراع الدامي الواقعي في أحداث المسلسل، كان سبب في متابعة الجمهور له في كل مرة يعرض بالرغم من مرور 32 عاما على عرضه.
ورغم النجاح الكبير الذي حققه المسلسل، إلا أن تصويره شهد العديد من الأحداث المأساوية التي ألقت بظلالها عليه:
وفاة الفنان صلاح قابيل
كان قابيل المرشح الأول لتجسيد شخصية “علوان البكري”، أحد أدوار المسلسل الرئيسية، لكن وفاته المفاجئة أثناء التصوير دفعت صناع العمل إلى إسناد الدور إلى الفنان عبد الله غيث، الذي أبدع في تقديم الشخصية.
وفاة الفنان عبد الله غيث
صدمة جديدة حلت على فريق العمل مع وفاة عبد الله غيث بعد تصوير جزء كبير من مشاهده، أدى ذلك إلى تعديل مفاجئ في السيناريو لإنهاء شخصية “علوان البكري” بشكل درامي، بما يتماشى مع غيابه.
وفاة الطفل الذي قدم دور ابن سماح أنور
أيضا شهد المسلسل وفاة الطفل الصغير الذي كان يؤدي دور ابن سماح أنور، إذ سقط من الميكروباص ومات قبل انتهاء تصوير المسلسل وهو ما ذكره الفنان فتوح أحمد في لقاء تلفزيوني.
على الرغم من هذه العقبات، استطاع مسلسل “ذئاب الجبل” أن يظل علامة بارزة في الدراما المصرية، حيث قدم رؤية عميقة لحكايات الصعيد ونقل صورة واقعية لقضاياه الاجتماعية.
تعليق واحد