تبقى الصين المنافس الأقوى لأمريكا في مختلف المجالات الاقتصادية، حيث تسعى بقوة لتعزيز مكانتها العالمية من خلال الابتكار التكنولوجي، والتوسع الصناعي، وتعزيز قدراتها في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والبنية التحتية، مما يجعلها قادرة على منافسة الاقتصاد الأمريكي وفرض وجودها كلاعب رئيسي على الساحة الدولية.
نجاح مفاجئ لنماذج “ديب سيك”
بداية الشركة ورؤيتها
تأسست “ديب سيك” عام 2023 على يد “ليانج وينفينج”، مدير صندوق التحوط “هاي فلاير”، وركزت على تطوير نماذج مفتوحة المصدر بتمويل مستقل من الصندوق، تميز فريق عملها بالشباب المبدعين من نخبة الجامعات الصينية، مع التركيز على المهارات التكنولوجية بدلاً من الخبرات التقليدية.
إصدارات أحدثت ضجة عالمية
رغم تأسيسها الحديث، أصدرت الشركة 6 نماذج متقدمة لمعالجة اللغات، وأطلقت في يناير الجاري نموذجي “ديب سيك V3” و”ديب سيك R1″، ما أحدث اضطرابًا في الأسواق العالمية بفضل الأداء القوي والتكلفة المنخفضة.
تفوق اقتصادي وتقني
بلغت تكلفة تطوير النموذج الأخير 6 ملايين دولار فقط، أقل بكثير من تكاليف المنافسين، مع إتاحة الأكواد البرمجية مجانًا للمطورين، ونجحت النماذج في تقديم إجابات دقيقة، كتابة الأكواد، وحل المشكلات بجودة تضاهي أفضل النماذج الأمريكية، رغم اعتمادها على موارد أقل بكثير.
الابتكار في التعلم الذاتي
تستخدم “ديب سيك” آلية “التعلم المعزز” التي تتيح للنماذج اكتساب خبرات من التجارب المباشرة، ما يمنحها تطورًا ذاتيًا مستمرًا، وهو ما يميزها عن النماذج الأخرى التي تعتمد بشكل كامل على إشراف المطورين.
كسر القيود الغربية
نجحت الشركة في تجاوز العقوبات الغربية المتعلقة بتصدير الرقائق بفضل استثمار مبكر في شراء آلاف الرقائق من “إنفيديا”، ما مكنها من تطوير نماذج منافسة دون الحاجة لدعم خارجي.
تهديد للهيمنة الأمريكية
تفوق تطبيق “إيه آي أسيستنت” التابع لـ “ديب سيك” على “شات جي بي تي”، ليصبح التطبيق المجاني الأعلى تصنيفًا على متجر “آبل” في أمريكا، ما أثار مخاوف من فقدان الهيمنة الأمريكية على قطاع الذكاء الاصطناعي.
