الرئيسيةتقارير-و-تحقيقات

لأسباب تكتيكية تقرر ارتداؤها على رأس الرجال.. أبرز المعلومات عن الكوفية الفلسطينية

تعد الكوفية الفلسطينية رمزا وطنيا يمثل قيمة وطنية وتاريخية كبيرة لدى أهل فلسطين، حيث إنها اكتسبت شعبية جارفة على مدى عقود كثيرة، حتى صار ارتداؤها لم يقتصر على الفلسطينين فحسب، بل يلبسها الجميع من مختلف دول العالم العربية وغيرها تأييدا للقضية الفلسطينية التي تمثل أهمية للعالم الإسلامي كله، فلم يعد تعريف الكوفية وشاحا أبيضا يوضع على الرقبة أو مع العقال، بل رمزا للدفاع الأرض والعِرض.

وفي هذا الصدد يرصد موقع وجريدة “اليوم” أبرز المعلومات الخاصة بالقضية الفلسطينية.

ما هي الكوفية الفلسطينية؟

تعد الكوفية الفلسطينية نوع من الملبس يتم ارتداؤه على الرقبة، وهي من المظاهر التي تعبر عن القضية الفلسطينية، ومن الرموز التي تتوارثها الأجيال، وقامت باكتساب شعبية كبيرة في مختلف دول العالم، حتى صار ارتداؤها يدل على مدى التعاطف والتأييد للشعب الفلسطيني إزاء ما يتعرضون له من قوات الاحتلال.

بداية انتشار الكوفية الفلسطينية

اشتهرت الكوفية في الفلسطينية في بادئ الأمر كمجرد وشاح يتم ارتداؤه في مناطق مختلفة، كالريف والبدو وغيرها، ولم يلبث أن صار تعبيرا عن المقاومة الفلسطينية ورمزًا لها أثناء ثورة فلسطين 1936، 1939، ولأسباب تكتيكية قام زعماء الثورة بتوحيد لبس الكوفية الفلسطينية على الرأس للرجال، وذلك لكي تستطيع سلطات الانتداب أن تفرق بين الثوار وتعتقلهم، وكان قبل الكوفية الفلسطينية اردتداء العمامة والطربوش هو السائر، فتم الاستغناء في مقابل اللباس الجديد. ولأسباب تكتيكية قام زعماء الثورة بتوحيد لبس الكوفية الفلسطينية على الرأس الرجال.

دلالات اختيار ألوان الكوفية الفلسطينية

بدأ الكوفية الفلسطينية في أول الأمر باختيار اللون التقليدي، وهو الأبيض والأسود، ثم بعد ذلك انتشرت الكوفيات بألوان مختلفة، أشهرها المنقطة باللون الأحمر والأسمر على خلفية بيضاء، واعتمدت اللون الأحمر منها للفيلق العربي شرق الأردن، وفي وقت لاحق تحولت إلى رمز فلسطيني وطني، وكان الرئيس ياسر عرفات يحرص على ارتدائها.

مع مرور الوقت أصبحت الكوفية الفلسطينية ترتبط وجدانيا بالنضال الذي قام به الفدائيون والمتظاهرون في فلسطين وخارجها، ثم تحولت ألوان الكوفية الفلسطينية بعد ذلك إلى تعبيرات عن التيارات السياسية الأهم.. فتميل حركة فتح إلى ارتداء اللون الأسود والأبيض، بينما اليسار الفلسطيني مالوا إلى اللون الأحمر والأبيض.

موقف الاحتلال منها

صارت الكوفية الفلسطينية تسبب إزعاجًا كبيرًا لقوات الاحتلال، ويمثل من يرتديها عندهم، تحولت الكوفية من ناحية أخرى إلى هدف لمؤيدي إسرائيل الذين ينتقدون من يرتديها، ويوجهون له سيلا من الاتهامات، فلقد قام الاحتلال بإيقاف سلسلة متاجر أمريكية عام 2007، وذلك لكونها تبيع الكوفية، حيث قام نشطاء أمريكيون بتقديم شكوي من هذه المواد، هذا ما دفع التاجر إلى أن التنويه على أنه لم يكن ينوي التعاطف مع الإرهاب.

إنتاج الكوفية الفلسطينية

أصبح صناعات النسيج تتراجع في المنطقة، وفي داخل الفلسطين، ومع هذه الحالة صارت الصين هي المكان التي استيراد الأجزاء المهمة منها، حيث دخلت الشركات الصينية إلى المنافسة في سوق إنتاج الكوفية، وذلك مع تزايد الإقبال الكبير، والشعبية الجارفة له، ومن الدول المنتجة لها أيضا سوريا، أما داخل فلسطين، فعلى مدى خمسة عقود كان ياسر حرباوي المصنّع الفلسطيني الوحيد للكوفية.

يملك مصنع الحرباوي للنسيج 16 آلة، وفي عام 1990 كانت جميع الآلات تعمل مما يجعله ينتج ما يقرب من 750 كوفية يوميا، وفي عام 2010 تم استخدام جهازين فقط، ليتحول الإنتاج إلى 300 كوفية فقط في الأسبوع.

يستخدم حرباوي القطن بنسبة 100% في صناعة الكوفية، بعكس المنتجين الصينيين، وفي التعبير عن هذا يقول عزت حرباوي عن أهمية إنتاج رمز فلسطيني في فلسطين: «إن الكوفية هي من تقاليد فلسطين ويجب أن يتم صنعها في فلسطين، يجب علينا نحن أن نصنعها».

ماذا تعني رموز الكوفية الفلسطينية؟

تعد الرموز المنقوشة على الكوفية الفلسطينية ذات دلالات تعود إلى التراث الفلسطيني، كغصن الزيتون رمز القدس، كما ترمز شبكة الصيد المنقوشة على الكوفية، إلى العلاقة القوية بين البحارة الفلسطينين والبحر المتوسط.

وكذلك الخط العريض الموجود في منتصف الكوفية، يشير إلى خطوط التجارة الممتدة في فلسطين وتاريخها الحافل بالتبادل التجاري والثقافي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى