وكيل الأزهر: الأطباء الأزهريون يجمعون بين العلم والإيمان لخدمة الإنسانية

أكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، أن تاريخ كليات الطب بجامعة الأزهر يعكس تفرد الأزهر في فهم رسالة الإسلام وتطبيقها، حيث لم يقتصر دوره على نشر العلوم الشرعية فقط، بل امتد ليشمل العلوم الطبية، ليحقق التكامل بين العلم والدين.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في حفل تخريج دفعتين من طلاب وطالبات كليات طب الأزهر بدمياط.
وأوضح أن الأزهر لا يقتصر على الدعوة النظرية، بل يسعى إلى التطبيق العملي الذي يخدم الإنسانية، مشيرًا إلى أن خريجي الطب الأزهري يتميزون بجمعهم بين علوم الدين وعلوم الطب، مما يجعلهم مؤهلين ليس فقط لمعالجة الأبدان، بل أيضًا لإضاءة العقول بالعلم والإيمان.
نهضة علمية حقيقية في الكليات العلمية بالأزهر
شدد وكيل الأزهر على أن الكليات العلمية بجامعة الأزهر تشهد نهضة علمية حقيقية، تواكب المستجدات في مختلف المجالات، وتتماشى مع رؤية مصر 2030.
وأضاف أن التطوير المستمر في مناهج الأزهر العلمية يعكس توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، التي تؤكد أهمية دمج التقدم العلمي والتكنولوجي في منظومة التعليم الأزهري.
وأشار إلى أن جامعة الأزهر أصبحت نموذجًا يحتذى به في التعليم الطبي، حيث تجمع بين أحدث التطورات العلمية والقيم الأخلاقية التي تضمن تقديم خدمة طبية متميزة، وهو ما يسهم في تخريج أطباء أكفاء قادرين على مواجهة تحديات العصر والمساهمة بفعالية في النهوض بالقطاع الصحي.
رسالة للأطباء الجدد: لا تتوقفوا عند شهادة التخرج
ووجه الدكتور الضويني رسالة تحفيزية للخريجين والخريجات، داعيًا إياهم إلى مواصلة السعي والطموح، وألا يكتفوا بشهادة التخرج، بل يواصلوا تطوير أنفسهم علميًا ومهنيًا.
وأكد لهم أن التميز الحقيقي لا يتحقق فقط بالشهادات، بل بالإخلاص في العمل والاجتهاد المستمر، مشددًا على ضرورة أن يكونوا إضافة إيجابية في عالم الطب الأزهري، وأن يسعوا لخدمة المجتمع بأفضل صورة ممكنة.
وأضاف: “أنتم اليوم تجمعون بين شرف الانتساب إلى الأزهر الشريف، بكل ما يمثله من قيمة دينية وروحية، وشرف العمل في مهنة الطب، التي تعد من أنبل المهن وأكثرها ارتباطًا بالإنسانية”.
وأكد وكيل الأزهر أن التحديات التي تواجه العالم تتطلب من الأطباء الأزهريين أن يكونوا على مستوى عالٍ من الوعي والمسؤولية، وأن يعملوا على تقديم نموذج مشرف يعكس القيم الإسلامية السمحة.
الأخلاق الطبية: أساس النجاح في مهنة الطب
وفي كلمته، شدد الدكتور الضويني على أهمية الأخلاق الطبية، مؤكدًا أن تحضر الإنسان وتقدمه مرتبط بمنظومة القيم الأخلاقية، وهو ما جعل الإسلام يوليها اهتمامًا خاصًا.
وأضاف أن مهنة الطب ليست مجرد علم، بل هي التزام أخلاقي وإنساني، حيث يجب على الطبيب أن يتحلى بالرحمة والصدق والإخلاص في أداء عمله.
وأشار إلى أن العلاقة بين الطبيب والمريض يجب أن تقوم على الاحترام والثقة المتبادلة، وأن يلتزم الأطباء بالقواعد الأخلاقية التي تحفظ كرامة المريض وتصون حقوقه.
الخدمة الإنسانية: شهادة حقيقية من الله
في ختام كلمته، أوصى وكيل الأزهر الأطباء الجدد بأن يكون هدفهم الأول هو خدمة الناس ونفعهم، مؤكدًا أن الشهادة الحقيقية التي يجب أن يسعوا للحصول عليها ليست فقط شهادة التخرج، بل شهادة من الله على حسن عملهم وخدمتهم للإنسانية. واستشهد بحديث النبي محمد ﷺ: “خير الناس أنفعهم للناس”.
ودعاهم إلى أن يكونوا سفراء للأزهر في مجالاتهم، حاملين رسالة العلم والإيمان، ناشرين للأمل والتفاؤل بين الناس، ليكونوا قدوة حسنة تعكس القيم النبيلة التي تربوا عليها في رحاب الأزهر الشريف.