في إطار تأكيد عالمية رسالة الأزهر الشريف، جامعًا وجامعة، ومواصلة دوره الرائد في نشر تعاليم الإسلام وخدمة المسلمين في مختلف أنحاء العالم، شارك فضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، في احتفالية اختيار الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لعام 2025، التي نظمتها الأمانة العامة للجائزة في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية.
يأتي ذلك تحت قيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، تأكيدًا على الدور التاريخي الذي يؤديه الأزهر منذ أكثر من ألف عام في دعم القيم الإسلامية وتعزيز مفاهيم الاعتدال والتسامح.
لجنة التحكيم وإعلان الفائزين بالجائزة
ترأس اجتماع لجنة اختيار الفائزين صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن فيصل بن عبد العزيز، بحضور الدكتور عبد العزيز السبيل، الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية، وأعضاء اللجنة من نخبة الشخصيات الأكاديمية والعلمية البارزة.
وخلال الاجتماع، أعلنت الأمانة العامة للجائزة عن فوز مشترك هذا العام بين “مشروع مصحف تبيان للصم” وجمعية “لأجلهم” لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى تكريم المستشار سامي عبد الله المغلوث.
مشروع “مصحف تبيان للصم”: نقلة نوعية في إيصال معاني القرآن للصم
يمثل “مصحف تبيان للصم” إنجازًا فريدًا من نوعه في خدمة فئة الصم، حيث قام المشروع بتقديم معاني القرآن الكريم بالكامل بلغة الإشارة، وهي الوسيلة الأساسية للتواصل لدى هذه الفئة.
كما تم تطوير المشروع ليصبح تطبيقًا إلكترونيًا تفاعليًا يسهل فهم معاني القرآن، مما يعزز من إمكانية استفادة الصم من تعاليم الدين الإسلامي بشكل أكثر شمولية.
يُعد هذا المشروع الأول من نوعه عالميًا في تقديم معاني القرآن الكريم بلغة الإشارة، ما يسهم في تحقيق نقلة نوعية في تعليم القرآن الكريم لفئة الصم باستخدام التكنولوجيا الحديثة.
سامي المغلوث: توثيق متميز للتاريخ الإسلامي
أما المستشار سامي عبد الله المغلوث، فقد حصل على الجائزة تقديرًا لإسهاماته البارزة في مجال التوثيق التاريخي والجغرافي للحضارة الإسلامية.
فقد عمل على إعداد أطالس تاريخية وجغرافية شاملة ومتنوعة، تضمنت توثيقًا مفصلًا لسيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وتاريخ الأنبياء، والخلفاء الراشدين، والفتوحات الإسلامية، إلى جانب تقديم دراسات متخصصة حول الأديان والحضارات.
وقد بلغ عدد الأطالس التي أعدها المغلوث أكثر من أربعين أطلسًا، تم ترجمة العديد منها إلى لغات مختلفة، مما ساهم في نشر المعرفة التاريخية الإسلامية على نطاق واسع عالميًا.
جائزة الملك فيصل: أكثر من أربعة عقود من التكريم والإنجازات
على مدار 45 عامًا، كرّمت جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام أكثر من 55 شخصية ومؤسسة عالمية، تقديرًا لإنجازاتهم المتميزة في نشر وتعزيز المبادئ الإسلامية، ودعم التنمية المستدامة، وتقديم خدمات جليلة للمجتمعات الإسلامية.
تواصل الجائزة دورها في تكريم الشخصيات البارزة التي تسهم في نهضة الأمة الإسلامية، مما يعكس رسالتها في دعم الفكر الإسلامي وتعزيز روح الابتكار والعطاء في مجالات متعددة.
