أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية، اليوم الأحد، إزاحة الستار عن النسخة المطورة من منظومة الدفاع الجوي “باور 2-373″، إضافة إلى الكشف عن صاروخها الباليستي الجديد “اعتماد”، في تطور يعكس التقدم المستمر الذي تحققه إيران في مجال الصناعات العسكرية والدفاعية.
وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية أن الكشف عن المنظومة الدفاعية المتطورة جاء خلال زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لمعرض إنجازات وزارة الدفاع الإيرانية في مجال الجوفضاء، حيث تم عرض صورها لأول مرة.
وتُعد منظومة “باور 2-373” من أحدث أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، ويُقال إنها قادرة على مواجهة التهديدات الجوية، بما في ذلك الطائرات الحربية، والصواريخ الباليستية، والطائرات المسيرة. ويأتي تطويرها في إطار استراتيجية إيران لتعزيز الاكتفاء الذاتي العسكري وتقليل الاعتماد على الأنظمة الأجنبية.
وفي إطار التحديثات العسكرية الإيرانية، أزاحت طهران اليوم أيضًا الستار عن صاروخها الباليستي الجديد “اعتماد”، الذي يتميز بقدرات هجومية متقدمة، وقدرة عالية على إصابة الأهداف بدقة.
ووفقًا لوكالة “تسنيم”، فإن الكشف عن الصاروخ الجديد جاء خلال زيارة بزشكيان إلى منظمة الفضاء الإيرانية، حيث اطلع على أحدث التطورات في الصناعات الدفاعية والفضائية.
ويتميز الصاروخ الجديد بمدى يصل إلى 1700 كيلومتر، وطول 16 مترًا، وقطر 1.25 متر، كما تم تزويده برأس حربي موجه يتمتع بدقة عالية حتى لحظة إصابة الهدف، مما يجعله من الصواريخ الاستراتيجية بعيدة المدى، القادرة على ضرب أهداف داخل العمق الجغرافي للخصوم.
تصريحات الرئيس الإيراني حول القدرات الدفاعية
أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن تطوير القدرات الدفاعية والتقنيات الفضائية الإيرانية يأتي في إطار استراتيجية الردع وليس لأغراض هجومية، مشددًا على أن هذه القوة تضمن حماية السيادة الوطنية وردع أي تهديدات محتملة.
وقال بزشكيان في كلمته خلال زيارته لمعرض وزارة الدفاع:
“في الماضي، كان الأعداء يتجرأون على التعدي على أراضينا، لكن اليوم، بفضل قدراتنا العسكرية المتطورة، لا يجرؤون حتى على التفكير بذلك.”
وأضاف أن هذه الإنجازات الدفاعية والعسكرية تعكس مستوى الإبداع والابتكار الذي يتمتع به العلماء والمتخصصون الإيرانيون في المجال العسكري، مشيرًا إلى أنها مصدر فخر لإيران، وتعزز مكانتها بين الدول المتقدمة في قطاع الصناعات الدفاعية.
إيران تعزز قدراتها العسكرية رغم العقوبات
ويأتي هذا التطور في وقت تواجه فيه إيران ضغوطًا دولية وعقوبات مشددة تستهدف برنامجها العسكري وتطويرها لأنظمة الأسلحة المتقدمة. ومع ذلك، تواصل طهران تعزيز قدراتها الدفاعية، معتبرة ذلك جزءًا من استراتيجيتها في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل تأثير العقوبات على منظومتها العسكرية.
وتشهد المنطقة توترات متزايدة، وسط تصاعد المواجهات العسكرية الإقليمية، مما يجعل هذه الإعلانات العسكرية الإيرانية رسالة واضحة للخصوم، مفادها أن طهران مستمرة في تعزيز قدراتها الدفاعية رغم التحديات الدولية.
انعكاسات التطور العسكري الإيراني على المشهد الإقليمي
يُنظر إلى إعلان إيران عن هذه المنظومات العسكرية الجديدة على أنه خطوة استراتيجية تعزز موقفها في التوازن العسكري الإقليمي، خاصة في ظل التنافس المحتدم بين القوى الإقليمية.
ويرى محللون عسكريون أن تطوير منظومات دفاعية متقدمة، مثل “باور 2-373″، وإنتاج صواريخ باليستية مثل “اعتماد”، يعكس جهود إيران لتوسيع قدراتها الهجومية والدفاعية في آنٍ واحد، بما يتيح لها تعزيز موقعها في مواجهة أي تهديدات محتملة.
في ظل هذه التطورات، تبقى المنطقة في حالة ترقب، حيث قد تثير هذه القدرات العسكرية الجديدة ردود فعل من القوى الغربية والخصوم الإقليميين، ما يزيد من التعقيدات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
