عرب-وعالم

أمريكا أولاً.. هل تؤدي سياسة ترامب إلى عزلة متزايدة؟

أكاديمي دولي: ترامب متقلب المزاج ويتخذ مواقف حادة و مفاجئة

من المتوقع أن يصدر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، أمرًا تنفيذيًا يقضي بانسحاب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بالإضافة إلى حظر تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

جاء ذلك وفقًا لمسؤول في البيت الأبيض، وهذه الخطوة تأتي في إطار سياسات ترامب المتبعة منذ توليه منصبه في 20 يناير، والتي شملت الانسحاب من منظمة الصحة العالمية واتفاقية باريس للمناخ.

يعد هذا القرار جزءًا من سياسة “أمريكا أولًا” التي يتبناها ترامب، وهو ما يبرز انتقاداته المستمرة للأونروا، التي تتهمها إسرائيل بالانحياز ضدها، لا سيما بعد الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر 2023، الذي اتهمت فيه الحكومة الإسرائيلية موظفي الأونروا بالمشاركة في الهجمات ضدها.

ترامب متقلب المزاج

في تعليقه على هذه التطورات، يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الدكتور إسماعيل صبري مقلد، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يشتهر بتقلب مزاجه واهتماماته المتغيرة، يتخذ مواقف حادة ومفاجئة في بعض الأحيان.

ويعتقد مقلد، في منشورعبر حسابه الشخصى على “فيس بوك”،  أن ترامب قد يكون الأجدر الآن بأن ينسحب من الأمم المتحدة لتوفير العالم من تأثيرات سوء استخدام الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن.

وفي الوقت الذي يواجه فيه الانتقادات بسبب سياساته، يبدو أنه عازم على إصدار قرار رئاسي يقضي بانسحاب الولايات المتحدة من المجلس الدولي لحقوق الإنسان في جنيف، وكذلك من منظمة الصحة العالمية، اتفاقية باريس للمناخ، وربما من منظمة اليونسكو أيضًا، نتيجة لعدم رضاه عن أدائها ولعدم اقتناعه باستمرار عضوية بلاده فيها.

ويضيف أن ذلك يعكس تراجعًا عن الدور الريادي الذي لعبته الولايات المتحدة منذ تأسيس الأمم المتحدة في عام 1945. فقد كانت أمريكا في الطليعة من أجل تأسيس هذه المنظمة ومن ثم استضافت مقرها، في خطوة كانت تعبيرًا عن دعمها الكامل للهيئة الدولية.

ولكن الآن، تحت قيادة ترامب، يبدو أن أمريكا تبتعد عن هذا الدور القيادي، ما يثير العديد من التساؤلات حول المستقبل.

أمريكا أولًا

ويلفت مقلد إلى أن شعار “أمريكا أولًا” الذي يروج له ترامب لا يعبّر عن رؤية واقعية للعلاقات الدولية في ظل العولمة والترابط المتزايد بين الدول.

وفي الوقت الذي يصعد فيه التعاون بين دول العالم المختلفة، تزداد عزلة أمريكا بشكل ملحوظ.

ويتابع مقلد أن السياسات المتقلبة وغير المدروسة التي يتبعها ترامب قد تؤدي إلى نتائج سلبية لا تصب في مصلحة الولايات المتحدة، بل وقد تضر بمصالحها على المدى الطويل.

وفي هذا السياق، يشير مقلد إلى أن القرارات التي اتخذها ترامب مؤخرًا، مثل تلك المتعلقة بكندا والمكسيك وبنما، قد تكون بداية لفشل السياسات التي ينتهجها.

وفي رأيه، فإن أمريكا هي أول من سيعاني من نتائج هذه السياسات، التي وصفها بالجزافية والعشوائية، مؤكدًا أن العالم أصبح مترابطًا بشكل أكبر من أي وقت مضى، وأن انسحاب الولايات المتحدة من بعض هذه المنظمات لن يؤدي إلا إلى مزيد من العزلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights