رئيس جامعة الأزهر: مستعدون للتعاون الدولي لتعزيز التعليم الإسلامي

في إطار جهوده لتعزيز التعاون الأكاديمي والتواصل بين المؤسسات التعليمية حول العالم، أكد فضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، استعداد الجامعة للانفتاح على مختلف المؤسسات التعليمية الدولية، بما يعزز التبادل العلمي والأكاديمي بين الأزهر الشريف ومؤسسات التعليم العالي حول العالم.
جاء ذلك خلال زيارته الرسمية إلى جامعة الأزهر الإندونيسية بالعاصمة جاكرتا، حيث رافقه وفد رسمي ضم فضيلة الدكتور رمضان الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر، والسفير ياسر الشيمي، والدكتور أنانج ركزا الأزهري، رئيس معهد تزكي، والسيد نزار مشهدي، الأمين العام لمؤسسة السلام في العالمين، ورئيس ديوان المساجد والعلاقات الدولية ومنسق الزيارة.
تحية الأزهر إلى الشعب الإندونيسي
استهل رئيس جامعة الأزهر زيارته بتقديم التهنئة إلى الشعب الإندونيسي بمناسبة اقتراب شهر رمضان المبارك، داعيًا الله عز وجل أن يكون شهر خير وسلام على الأمة الإسلامية.
كما نقل تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إلى الحكومة والشعب الإندونيسي، مشيدًا بالعلاقات الوثيقة التي تربط بين الأزهر الشريف وإندونيسيا على مدار عقود.
وأكد فضيلته أن رسالة الأزهر العلمية والدعوية العالمية جعلته مقصدًا للطلاب من شتى بقاع الأرض، حيث تحتضن جامعة الأزهر في مصر أكثر من 60 ألف طالب وافد من 150 دولة حول العالم، يتلقون التعليم وفق منهج الأزهر الوسطي، الذي يعزز قيم التسامح، والاعتدال، والتعايش بين مختلف الثقافات.
شراكة علمية بين الأزهر والجامعات الإندونيسية
وخلال اللقاء، أعرب الدكتور سلامة جمعة داود عن ترحيب جامعة الأزهر بالتعاون مع جامعة الأزهر الإندونيسية في مختلف المجالات العلمية والأكاديمية، مؤكدًا أن التنسيق بين المؤسستين سيتم عبر السفارة المصرية في جاكرتا لتسهيل تبادل الخبرات الأكاديمية والبحثية بين الجانبين.
وأشار رئيس الجامعة إلى أن الأزهر يسعى دائمًا إلى تطوير برامجه التعليمية والتوسع في تقديم خدماته العلمية والدينية إلى مختلف أنحاء العالم، مؤكدًا أن تعزيز التعاون مع الجامعات الإسلامية الكبرى، ومنها الجامعات الإندونيسية، سيسهم في تحقيق هذه الأهداف، وتعزيز الدور الريادي للأزهر في نشر العلم الشرعي والمنهج الوسطي للإسلام.
دور العلم في نهضة الأمم
من جانبه، وجه الدكتور رمضان الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر، التحية إلى الحضور والطلاب، مشيدًا بحرصهم على طلب العلم والاستزادة منه، مؤكدًا أن العلم هو السبيل الأهم لنهضة الأمم وتقدمها، وأن الأزهر الشريف ظل على مدار أكثر من ألف عام منارةً للعلم والمعرفة، حريصًا على تخريج علماء ومفكرين يحملون رسالة الإسلام الصحيحة إلى العالم.
وأضاف الصاوي أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، مستشهدًا بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم: “من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين”، داعيًا الطلاب إلى مواصلة الاجتهاد والبحث العلمي ليكونوا عناصر فاعلة في خدمة مجتمعاتهم، ونماذج مشرفة للمنهج الأزهري الوسطي الذي يجمع بين الأصالة والتجديد.
كما أكد أن جامعة الأزهر تفتح أبوابها لجميع الطلاب الوافدين من مختلف دول العالم، حيث توفر بيئة تعليمية متكاملة تركز على إعداد العلماء والدعاة وفق منهج الأزهر، الذي يدعو إلى الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والعنف، بما يسهم في بناء أجيال قادرة على تحقيق التقدم والاستقرار في مجتمعاتها.
تواصل مستمر بين الأزهر وإندونيسيا
وفي ختام الزيارة، شدد رئيس جامعة الأزهر على أهمية استمرار التواصل بين الأزهر الشريف والمؤسسات التعليمية في إندونيسيا، لتعزيز التعاون المشترك وتبادل التجارب والخبرات، مؤكدًا أن الأزهر سيواصل دعم الطلاب الإندونيسيين الدارسين به، وتقديم التسهيلات الأكاديمية لهم، بما يمكنهم من تحقيق التفوق العلمي والمساهمة في نهضة بلادهم.
كما أعرب عن تقديره للدور البارز الذي تلعبه المؤسسات الإسلامية في إندونيسيا في نشر التعاليم الإسلامية السمحة، مشيرًا إلى أن الأزهر على استعداد لتقديم الدعم العلمي والدعوي اللازم لتلك المؤسسات، من خلال إرسال البعثات العلمية، وتنظيم الدورات التدريبية، وتوفير المناهج التعليمية التي تعكس الفكر الإسلامي الوسطي.
ختام الزيارة وتأكيد التعاون المستقبلي
اختتم اللقاء بتأكيد الجانبين على أهمية تعزيز التعاون العلمي والثقافي بين جامعة الأزهر ونظيراتها في إندونيسيا، بهدف تحقيق التكامل بين المؤسسات الإسلامية الكبرى في العالم، ودعم الجهود الرامية إلى نشر الفكر الوسطي، ومواجهة التحديات الفكرية والثقافية التي تواجه الأمة الإسلامية في العصر الحديث.