📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
مقالات

الإعلامية هيام أحمد: تكتب «السوق»

📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن

السوق، نحن المستهلكون في واقع الحياة حيث تباع الأحلام و تشترى الضمائر ولم تعد الحياة كما كانت، ولم يعد الواقع سوى سوقٍ كبير يعرض فيه الجميع أنفسهم للبيع بطريقة أو بأخرى، لم يعد السوق مكانًا تقصده، بل أصبح أنت نفسك السوق، أنت البائع وأنت السلعة، وأنت أيضًا المشتري الذي يلهث خلف العروض والخصومات، حتى على حساب قيمتك، في سوق البشر،كل شيء بثمن.

في هذا السوق، لاتباع الفاكهة والخضار فقط، بل تباع المبادئ وتعرض الضمائر على الرفوف، وتصبح المشاعر عملة نادرة يحددها العرض والطلب، أصبح النجاح مزادًا، والصدق رفاهية، والحب استثمارًا باردًا يبحث عن العائد قبل أن يبحث عن الدفء، الناس هنا ليسوا أشخاصًا، بل علامات تجارية، كل واحد يسوق لنفسه بشعارات براقة، يروج لما يريده الآخرون أن يصدقوه، لا لما هو عليه حقًا، الجميع يتنافس ليكون الأكثر شهرة الأكثر مبيعًا الأكثر طلبًا في هذا العالم الذي يحكمه قانون العرض والطلب
أنت تساوي كم؟ في السوق لا يسأل الإنسان عمّا يؤمن به، بل كم يساوي؟ كم متابعًا لديه؟ كم جائزة حصل عليها؟ كم إعجابًا جمع؟ كم علاقة نافعة صنع؟ أصبحت القيم أرقامًا، والمبادئ نسبًا مئوية، حتى الأخلاق لها بورصة تتغير بحسب المصالح، في هذا السوق، قد يكون الكاذب أكثر طلبًا من الصادق، والخائن أكثر ربحًا من الوفي، والسارق أكثر نجاحًا من المجتهد، الخصومات الكبرى على المبادئ.

في مواسم الأزمات تفتح المتاجر أبوابها لعروض مغرية، بيع ضميرك واحصل على منصب مرموق، اشترِ نفوذًا واحصل على احترام زائف مجانًا، صفق لمن لا يستحق، واربح فرصة للظهور، الناس يتسابقون لشراء ما يجعلهم يبدون مثاليين، حتى لو كان قناعًا هشا يسقط عند أول اختبار.

ماذا لو لم أكن للبيع؟ لكن ماذا لو رفضت أن تكون جزءًا من هذه السوق؟ ماذا لو قررت أن تحتفظ بمبادئك رغم كل العروض المغرية؟ ستعتبر ساذجًا، غريبًا، غير قابل للتسويق! الناس يحذرونك، لا أحد يربح بلا ترويج لا أحد ينجح بلا مساومة لكن ربما في زاوية بعيدة عن صخب السوق، هناك مكان لمن لم يبع روحه بعد حيث لا تشترى القيم ولا تباع الأحلام وحيث النجاح لا يحتاج إلى تخفيضات أخلاقية في هذا السوق الكبير، لك حرية الاختيار، أن تكون بائعًا، أو سلعة، أو مجرد زبون عابر، أن تبيع نفسك بالتقسيط المريح أو أن تحتفظ بها مهما كان الثمن أن تنضم إلى الطوابير الطويلة في مزادات الشهرة والمال، أو أن تبحث عن قيمة لا تشترى، لكن تذكر دائمًا، بعض الأشياء حين تباع لا تشتر مجددًا.

وأولها الكرامة واحذر أن تبيع ما لا يشترى مرتين فبعض الصفقات تربحك كل شيء لكنها تسلبك نفسك للأبد، في سوق الحياة ربحت أم خسرت في تجارتك، فقانون السوق يحكم بأن يتم دفع الثمن، لقد أصبحت السرعة، بصرف النظر عن نتائجها، قيمة جوهرية أسوأ ما حصل لنا هو أننا تحولنا من العيش بأمل الى العيش بتوقعات وهو ما يعتبر سببا رئيسيا لحالة القلق والإحباط التي تميز الإنسان المعاصر ياشباب اليوم لا تجعلوا أنفسكم سلعًا في مزاد الأوهام، فالقيمة الحقيقية لا تحدد بعدد الاجابات، ولا تقاس بثمن يدفع، بل تصنع بالمبادئ التي لا تباع ولا تشترى، ولكن في مرحلة ما ستعيد تعريف الحياة، بان تعرف قيمة النجاح الوقت والذات حياة تشبهك ليست من توقعات الآخرين، نجاحات تعبر عنك، لا تلك التي أجبرتك الظروف على ملاحقتها.

وقت تستثمره فيما يضيف لذاتك، بدلا من استنزافه في سباق لا ينتهي كل درب ثقيل ‏تسلكه فيها يشد من ظهرك، كل حزن تعيشه فيها يعلمك قيمة السعادة كل تحدٍ فيها يصقلك، وهكذا تصنع شخصيتك أيّها الإنسان لم نخلق لنعيش نصف حياة، لابد، أن نقييم الأمور ونوازن بين الأمل والتوقعات وبين السرعة والصبر، وأن تصنع لنفسك داخل هذا السوق ذات حقيقية.

اللهم لا تجعلنا سلعةً في سوق الحياة، ولا تسمح لمغريات الدنيا أن تساوم على قيمنا، واجعلنا ممن يحفظون ضمائرهم رغم الإغراءات، ويثبتون على الحق ولو قل السائرون عليه.
اللهم آمين يارب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights