“الألعاب النارية” تجارة مربحة تهدد الأطفال بالتشويه والموت

تقرير – آية زكي
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تشهد الأسواق المصرية، وخاصة في مناطق العتبة والموسكي، انتشارًا واسعًا لبيع الألعاب النارية والمفرقعات بمختلف أنواعها، رغم التحذيرات الأمنية والمخاطر الكبيرة التي تهدد مستخدميها، خاصة الأطفال، ورغم الحملات الأمنية المستمرة لمكافحة هذه الظاهرة، إلا أن تجارة الألعاب النارية ما زالت تحقق أرباحًا ضخمة، مما يشجع على استمرار تصنيعها وتهريبها إلى الأسواق الشعبية.
بعد تزايد المخاطر.. تحرك برلماني عاجل ضد تجارة المفرقعات!
تقدم الدكتور هشام حسين، أمين سر لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس النواب، بطلب إحاطة إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، موجه إلى وزير التنمية المحلية الدكتورة منال عوض، بشأن انتشار الألعاب النارية في الشوارع قبل شهر رمضان.
وقال “حسين”، في طلب الإحاطة: مع حلول شهر رمضان المبارك وما يتبعه من أعياد، تنتشر الألعاب النارية في مختلف الشوارع بالمحافظات، حيث تباع تلك الألعاب مثل البومب والصواريخ والشماريخ، في المحال العامة بالأسواق وكذلك تباع من خلال باعة جائلين في الشوارع.
وأضاف عضو مجلس النواب، يأتي ذلك في ظل خطورة تلك الألعاب النارية على الأطفال، كما أنها تتسبب في اشتعال الحرائق، الأمر الذي دعا المشرع لمنع تداولها دون ترخيص بذلك.
وأوضح” حسين “، كما أنها يساء استخدامها ضد كبار السن والبنات في الشوارع، وكذلك ضد قائدي السيارات المارة بالشوارع، الأمر الذي يتسبب في حالة عامة من الاستياء بسبب تلك السلوكيات السلبية في الشارع المصري.
وطالب عضو مجلس النواب، بتوضيح دور الحكومة، في منع انتشارها تلك الألعاب النارية، بداية من ضوابط دخول تلك المنتجات المستوردة وآليات مواجهة عرضها وتداولها بالأسواق وانتشارها أمام الأطفال في مختلف الشوارع في مخالفة صريحة للقانون، وكذلك دور الحكومة في توعية الأطفال بخطورتها.
قنابل موقوته في أيدي الأطفال
وفي سياق متصل، يدفع الأطفال ثمن هذه التجارة الخطرة، حيث تتسبب الألعاب النارية في العديد من الحوادث المؤسفة، وتستقبل المستشفيات سنويًا عشرات الحالات من الأطفال المصابين بحروق خطيرة، وبتر أصابع، وإصابات في الوجه والعين، نتيجة انفجار الألعاب النارية في أيديهم أثناء اللعب بها.
وأكد الدكتور أحمد عبد الرحمن، استشاري جراحة التجميل،أن الألعاب النارية تؤدي إلى إصابات خطيرة قد تصل إلى التشوهات الدائمة، خاصة في الوجه واليدين، مما يؤثر نفسيًا وجسديًا على الأطفال مدى الحياة.
كما حذر استشاري جراحة التجميل لـ “اليوم“، من أن بعض هذه المواد تحتوي على مواد كيميائية شديدة الخطورة، قد تؤدي إلى فقدان البصر أو تلف الجلد بشكل دائم.
ومع تصاعد المخاطر،كثفت الأجهزة الأمنية حملاتها على الأسواق والمخازن غير المرخصة، حيث تم ضبط كميات كبيرة من الألعاب النارية خلال الأسابيع الماضية.
وأكد مصدر أمني، أن الحملات مستمرة لملاحقة تجار الألعاب النارية، خاصة في العتبة والموسكي، حيث يتم ضبط مخازن سرية تحتوي على مئات الآلاف من المفرقعات.
وأضاف المصدر لـ “اليوم“، أن القانون المصري يفرض عقوبات صارمة على تصنيع وبيع الألعاب النارية غير المرخصة، تتراوح بين الغرامات المالية الكبيرة والسجن، خاصة في الحالات التي تتسبب في إصابات أو أضرار للممتلكات.
عقوبة بيع و حيازة الألعاب النارية
ومن جانبه، قال إيمن محفوظ، المحامي بالنقص، إن مخاطر تلك الألعاب النارية جسيمة للغاية صحيا فقد تتسبب فى الإصابة بالحروق والجروح وغيرها واستنشاق السموم التى تصدر منها، وهو أمر مضر بالصحة بالإضافة أنها تثير القلق بين الجيران عند استخدامها بالإضافة إلى أنها تتسبب فى كوارث وإشعال للحرائق والتى تتسبب فى خسائر بشرية ومادية ضخمة، تكثر انتشار ظاهره الاتجار بالالعاب الناريه وخاصه خلال شهر رمضان المبارك و الاعياد والمناسبات، وتعتبر الألعاب النارية بمثابة الخطر الداهم الذى يهدد الأطفال والشباب بالموت فى أى لحظة أو الإصابة بعاهة مستديمة قد يعانى منها طيلة عمره بسبب حب التسلية، متابعاً، حيث شدد المشرع علي تلك التجاره المحرمه بعقوبات قاسيه حيث نصت المادة 102، فقرة (أ) من قانون العقوبات بعقوبه السجن المؤبد كل من أحرز أو حاز أو استورد أو صنع مفرقعات أو مواد متفجرة أو ما في حكمها قبل الحصول على ترخيص بذلك.
وأشار المحامي بالنقض لـ “اليوم” ، إلى إن القانون جرم تداول المفرقعات وحيازتها وصناعتها أو استيرادها، لما تشكله من خطورة على المجتمع، وأقر القانون عقوبة السجن المؤبد لكل من أحرز مفرقع أو حازها أو صنعها أو استوردها دون الحصول على ترخيص بذلك، مضيفاً، حيث أنه صدر قرار وزير الداخلية رقـم ( 1872 لسنة 2004) جدول المواد التي تعتبر في (حكم المفرقعات) ومنها البارود الأسود (الذي هو أساس صناعة الألعاب النارية)، والقطن الأسود، وثالث كلوريد النيتروجين، وغيرها من المواد التي تستخدم في صناعة الألعاب النارية، التي تستخدم في صناعة البومب والصواريخ والشماريخ وجميع الألعاب النارية الأخرى، فتلك الانواع التي حددها وزير الداخلية فان في حيازتها والاتجار بها جريمه مما يستحق الحائز او التاجر بعقوبه تصل الي السجن المؤبد.
وأكد “محفوظ”، رغم كل التحذيرات والحملات الأمنية، لا تزال تجارة الألعاب النارية في مصر تحقق أرباحًا طائلة، على حساب سلامة الأطفال والمجتمع، ومع استمرار الظاهرة، يبقى الوعي المجتمعي هو الحل الأهم للحد من انتشارها، لحماية الأطفال من مخاطر التشويه والإصابات الخطيرة، وضمان شهر رمضان أكثر أمانًا وسلامًا للجميع.