الصيام بين الفريضة والرخصة.. رؤية دينية وطبية في ضوء الشريعة الإسلامية مع الدكتور محمود صديق

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تتجدد التساؤلات حول فضائل الصيام وأحكامه، خاصة فيما يتعلق بالحالات الصحية التي قد تحول دون أداء هذه الفريضة. وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، أن شهر رمضان هو فرصة عظيمة للتقرب إلى الله وتحقيق التقوى، مشيرًا إلى أن الصيام لم يكن فريضة خاصة بالأمة الإسلامية فقط، وإنما شُرع أيضًا للأمم السابقة، كما جاء في قوله تعالى:

“يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون” (البقرة: 183).

التقوى.. الغاية الأسمى للصيام

وأوضح الدكتور محمود، خلال استضافته في برنامج “صحتك في رمضان” المذاع على قناة الناس، أن الصيام لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب، بل يشمل ضبط النفس وكبح الأهواء. ولفت إلى أن التقوى هي الهدف الأسمى من هذه العبادة، حيث وردت في القرآن الكريم ست مرات، منها أربع مرات في سورة البقرة، مما يدل على أهميتها كغاية من الصيام.

وأضاف أن هذا المفهوم يتجلى في قصة السيدة مريم عليها السلام، عندما نذرت الصيام عن الكلام، فقال الله تعالى:

“فقولي إني نذرت للرحمن صومًا فلن أكلم اليوم إنسيًا” (مريم: 26)، مما يدل على أن الصيام يمتد ليشمل التحكم في كافة الجوارح، وليس الامتناع عن الطعام فقط.

الصيام والمرض.. متى يكون الإفطار واجبًا؟

وفيما يخص الحالات الصحية، شدد الدكتور محمود صديق على أن الشريعة الإسلامية جاءت رحمة للعالمين، حيث وضع الإسلام رخصة الإفطار للمرضى والمسافرين، وفقًا للآية الكريمة:

“يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر” (البقرة: 185).

وأضاف أن بعض الأمراض تمنع الصيام تمامًا، لما قد يسببه من ضرر على صحة الإنسان، وهو ما يتماشى مع مقاصد الشريعة في حفظ النفس.

ودعا الدكتور محمود إلى استثمار هذا الشهر الفضيل لتعزيز القيم الروحية والاجتماعية، مشيرًا إلى أنه فرصة لإعادة التوازن النفسي والجسدي والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة.

شاهد الحلقة الكاملة

يمكن متابعة اللقاء الكامل للدكتور محمود صديق حول أحكام الصيام والحالات الصحية التي تمنع الصيام عبر الرابط التالي:
شاهد الفيديو