أصدرت وزارة الثقافة المصرية، ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب «الخيال عند ابن عربي: النظرية والمجالات»، من تأليف الدكتور سليمان العطار، وتحرير وتقديم قحطان الفرج الله.
يقدم العطار في هذا الكتاب قراءة متعمقة لفكر محيي الدين ابن عربي، بعيدًا عن كونه شاعرًا، إذ يراه فيلسوفًا ذا إنتاج فكري غزير وأثر مستمر في الفلسفة الإسلامية حتى اليوم. ويركز المؤلف على مفهوم الخيال عند ابن عربي، بوصفه أداة إبداعية مستقلة عن الوهم، قادرة على إنتاج نصوص ذات كيان متجدد غير قابل للزوال.
يتناول العطار مفهوم «حضرة الخيال» عند ابن عربي، مؤكدًا أنها خالية من الوهم، سواء على مستوى الفرد أو الكون، بخلاف العقل الذي قد يقع في الوهم دون إدراك. ويرى ابن عربي أن الوهم هو إحدى قوى النفس، التي يرمز لها بالشيطان، بينما الخيال لا يخطئ، بل هو جوهر الإبداع والتصور الحر.
وفي تقديمه للكتاب، يشير العطار إلى أهمية إحياء الفكر الخالد كخطوة أساسية نحو تجاوز مجرد التشبث بالبقاء إلى بناء المستقبل، موضحًا أن الحضارة العربية الإسلامية قدمت أفكارًا نهضوية سبقت الحداثة الأوروبية، وأن الأندلس كانت مركزًا رئيسيًا لهذا الإبداع، حيث لعبت دور الجسر الثقافي بين الشرق والغرب، مما يستدعي اهتمام الباحثين بدراسة تأثيرها العميق على مسار الحضارة والفنون والأدب الإسلامي الوسيط.
