أكدت الدكتورة رشا خلف، أستاذة علم النفس أن تدريب الأطفال على الصيام يجب أن يكون تدريجيًا وفقًا لقدراتهم الصحية والجسدية مشيرةً إلى أن الدراسات التربوية توصي ببدء تعويد الأطفال على الصيام من سن 7 إلى 10 سنوات مع ضرورة مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال.
جاء ذلك خلال حديثها في برنامج “البيت” الذي تقدمه الإعلامية مروة شتلة عبر قناة “الناس” حيث أوضحت أن بعض الأطفال قد يتمتعون بقدرة على تحمل الصيام مبكرًا بينما قد يواجه آخرون مشكلات صحية مثل الأنيميا أو الضعف الجسدي مما قد يجعل الصيام عبئًا عليهم.
لذا شددت على أهمية أن تراعي كل أم الحالة الصحية والنفسية لطفلها قبل تعويده على الصيام.
أساليب نفسية وتربوية لتعزيز تقبل الصيام
وأوضحت الدكتورة رشا خلف أن نجاح الأهل في تدريب أطفالهم على الصيام يعتمد على استخدام أساليب نفسية وتربوية مناسبة، تبدأ بـ التهيئة النفسية حيث يُفضل شرح مفهوم الصيام وفضله بطريقة مبسطة تتناسب مع عمر الطفل مما يسهم في بناء فهم إيجابي لديه تجاه هذه الفريضة.
كما أكدت على أهمية دور القدوة الحسنة موضحةً أن الطفل يكتسب الكثير من سلوكياته من خلال الملاحظة والتقليد لذا فإن رؤية والديه وأفراد أسرته وهم صائمون برضا وسعادة تعزز رغبته في الصيام وتجعله أكثر استعدادًا لتجربة الأمر بنفسه.
التشجيع والتحفيز.. مفتاح نجاح التجربة
وشددت أستاذة علم النفس على ضرورة تشجيع الأطفال وتحفيزهم بشكل إيجابي مشيرةً إلى أن الطريقة المثلى للبدء هي السماح لهم بالصيام لساعات محددة مثل الصيام حتى الظهر أو العصر في الأيام الأولى ثم زيادة المدة تدريجيًا وفقًا لقدرتهم.
كما أوصت باستخدام المكافآت الرمزية أو المعنوية مثل تقديم عبارات الثناء والتقدير أو منحهم فرصة المشاركة في أنشطة محببة لهم عند نجاحهم في إتمام الصيام.
تعزيز الأجواء الروحانية داخل المنزل
وأكدت الدكتورة رشا خلف أن خلق أجواء روحانية إيجابية داخل المنزل يساعد الطفل على استيعاب فكرة الصيام والالتزام بها دون الشعور بالضغط أو الإجبار.
وأشارت إلى أن تخصيص وقت لقراءة القصص الدينية عن الصيام، والحديث عن فوائد الصيام الروحية والصحية، يساهم في تعزيز حب الطفل لهذه العبادة.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن تعويد الأطفال على الصيام يجب أن يكون تجربة تدريجية ممتعة، تركز على تعزيز شعورهم بالفخر والإنجاز، مما يساهم في غرس قيمة الصيام في نفوسهم منذ الصغر بطريقة إيجابية ومستدامة.
