تقارير-و-تحقيقات

جريدة “اليوم”  الحلقة “4” من برنامج “أيامًا معدودات”فضل صيام رمضان مع الدكتور علاء الغريزي

فضل صيام شهر رمضان وثوابه مع الدكتور علاء الغريزي

يسر جريدة وموقع “اليوم” أن يقدما لكم الحلقة الرابعة من برنامج “أيامًا معدودات” مع الدكتور علاء الغريزي، حيث نسلط الضوء على فضل صيام شهر رمضان وثوابه العظيم. في هذا اللقاء، نتعرف على أسرار هذا الشهر الكريم، فضائله، وأثره الروحي في حياة المسلمين، مع استعراض الأحاديث النبوية والآيات القرآنية التي تبين عظمة الصيام وثوابه. تابعونا في هذا التقرير المميز.

رمضان.. شهر الخير والبركة

رمضان هو الشهر الذي تنتظره القلوب المؤمنة بشوق، فهو شهر الصيام والقيام والقرآن، فيه تتنزل الرحمات وتُغفر الذنوب، وتُفتح أبواب الجنة وتُغلق أبواب النار. إنه شهر الصبر والمغفرة والعتق من النيران، شهر أُنزل فيه القرآن هداية للبشرية، كما قال الله تعالى:
“شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان” (البقرة: 185).

القرآن ورمضان.. علاقة مقدسة

يمتاز شهر رمضان بميزة عظيمة؛ فقد اختاره الله لإنزال القرآن، مما يزيد من قدسيته ومكانته بين الشهور. إن قراءة القرآن في رمضان لها أجر مضاعف، وكان النبي ﷺ يدارس جبريل القرآن في هذا الشهر، مما يبرز أهميته وضرورة الإكثار من تلاوته والتدبر في آياته.

ليلة القدر.. هبة إلهية لا تعوض

من أعظم فضائل رمضان أنه يحتوي على ليلة القدر، وهي ليلة خير من ألف شهر، أي أن العبادة فيها تعادل عبادة 83 سنة وأربعة أشهر. قال الله تعالى:
“ليلة القدر خير من ألف شهر” (القدر: 3).
وفي الحديث، قال النبي ﷺ:
“من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه” (متفق عليه).
إنها فرصة عظيمة للعبادة والدعاء والذكر، وعلى المسلم أن يجتهد في العشر الأواخر من رمضان طلبًا لهذه الليلة المباركة.

رمضان.. شهر تصفد فيه الشياطين وتفتح أبواب الجنة

مع بداية أول ليلة من رمضان، يقيّد الله الشياطين، وتفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، مما يجعل الأجواء مهيأة للمؤمنين للإقبال على الطاعات. جاء في الحديث الشريف:
“إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَنَادَى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ” (رواه الترمذي وابن ماجه).

الصيام.. عبادة خالصة لله

الصيام هو العبادة الوحيدة التي نسبها الله إلى نفسه، ففي الحديث القدسي، قال الله عز وجل:
“كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به” (متفق عليه).
والسبب في ذلك أن الصيام عبادة لا يدخلها الرياء، لأنه سر بين العبد وربه، وهو اختبار حقيقي للإخلاص والصبر.

الصيام مكفر للذنوب والخطايا

يعدّ رمضان فرصة ذهبية لمحو الذنوب والتوبة الصادقة، فقد قال النبي ﷺ:
“الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن ما اجتنبت الكبائر” (رواه مسلم).
كما قال:
“من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه” (متفق عليه).

باب الريّان.. مكافأة خاصة للصائمين

خصّ الله الصائمين بباب في الجنة لا يدخل منه إلا من صاموا رمضان إيمانًا واحتسابًا، حيث قال النبي ﷺ:
“إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَيُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، فَيَدْخُلُونَ، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ” (رواه البخاري ومسلم).

العمرة في رمضان.. تعدل حجة

من كرم الله على عباده أن جعل العمرة في رمضان تعدل حجّة في الثواب، كما جاء في الحديث:
“فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي، فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً” (رواه مسلم).

رائحة فم الصائم.. أطيب عند الله من ريح المسك

على الرغم من أن الصيام يؤدي إلى تغير رائحة الفم، إلا أن هذه الرائحة مستحبة عند الله، حيث قال النبي ﷺ:
“وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ” (متفق عليه).

دعوة الصائم لا ترد

من أجمل الهدايا التي يمنحها الله للصائمين، أن دعاءهم مستجاب، كما قال النبي ﷺ:
“ثلاثة لا تُردُّ دعوتُهم: الإمام العادل، والصائم حين يُفطر، ودعوة المظلوم” (رواه الترمذي).
لذا، على الصائم أن يكثر من الدعاء عند الإفطار، فهو وقت إجابة.

الصيام شفيع يوم القيامة

الصيام ليس مجرد عبادة في الدنيا، بل هو شفيع لصاحبه يوم القيامة، فقد قال النبي ﷺ:
“الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ”، قَالَ: “فَيُشَفَّعَانِ” (رواه أحمد).

الصيام درع واقية من المعاصي

الصيام وسيلة فعالة للابتعاد عن الذنوب، حيث قال النبي ﷺ:
“الصيام جُنَّة” (رواه البخاري ومسلم)، أي وقاية من الشهوات والمعاصي.

لا تكن من الخاسرين في رمضان!

إن دخول رمضان والخروج منه دون استغلاله في الطاعات والعبادات يُعدّ خسارة عظيمة، فقد قال النبي ﷺ:
“رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ فَانْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ” (رواه الترمذي).
فلنحرص جميعًا على اغتنام هذا الشهر المبارك، فلا أحد يضمن أن يدركه في العام القادم.

ختامًا.. رمضان فرصة لا تعوض!

رمضان ليس مجرد شهر عابر، بل هو محطة روحية تمنحنا فرصة للتقرب من الله، وتجديد العهد معه. فهل سنكون من الفائزين أم من الخاسرين؟ القرار بأيدينا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights