المفتي السابق: الغلو في الفتوى يقود إلى العنف ويهدد استقرار المجتمع

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق أن الفتوى تُعد عنصرًا أساسيًا في حياة المسلمين، إذ تشمل مختلف مناحي الحياة الدينية والدنيوية، مما يستلزم أن تصدر وفق منهج علمي صحيح يراعي الثوابت الشرعية ويحقق مصالح المجتمع. وأوضح أن ضبط الفتوى وفق القواعد الشرعية يضمن دورها الإيجابي في الحفاظ على هوية المجتمع الدينية والثقافية، ويحول دون انتشار الفوضى الفكرية والتأويلات المتشددة.
الفتوى غير المنضبطة تهدد استقرار المجتمع
وخلال حلقة برنامج “الفتوى والحياة” المذاع على قناة “الناس”, شدد المفتي السابق على خطورة الفتوى التي تصدر عن غير المتخصصين محذرًا من أن الفتوى التي تبتعد عن منهج الوسطية قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المجتمع. وأوضح أن بعض الفتاوى المتشددة تكرّس لفكر التكفير والإقصاء، مما يفتح الباب أمام العنف والتطرف بينما هناك فتاوى أخرى تنحرف إلى اتجاه مغاير بمحاولتها تجاوز النصوص الشرعية القطعية كالمطالبة بالمساواة المطلقة في الميراث بين الرجل والمرأة أو تحليل ما حرّمه الله، وهو ما يؤدي إلى حالة من الفوضى الدينية.
وأشار إلى أن العلماء على مر العصور حذروا من الفتوى غير المنضبطة لما لها من أثر سلبي في زعزعة الهوية الدينية وإحداث بلبلة فكرية مؤكدًا أن الالتزام بالمنهج الوسطي يحفظ للأمة استقرارها الفكري والمجتمعي.
التوازن الفكري والأمن المجتمعي رهينة بالفتوى الرشيدة
وشدد الدكتور شوقي علام على الدور المحوري للفتوى في تحقيق الأمن الفكري والمجتمعي، موضحًا أن الفتوى الرشيدة تساهم في نشر السكينة بين أفراد المجتمع والتصدي للأفكار المتطرفة التي تهدد الاستقرار العام.
وأكد أن الغلو والتشدد في الفتوى يقودان إلى العنف وإقصاء الآخر، مما يخلق بيئة متوترة وغير آمنة، وهو ما يفرض ضرورة الالتزام بالمنهج الوسطي الذي يعكس جوهر الإسلام في التسامح والاعتدال.
وأضاف أن المفتي يجب أن يكون على دراية واسعة بالواقع ومستجداته، وألا تقتصر معرفته على الجانب الشرعي فقط، بل ينبغي أن يكون قادرًا على استشراف آثار الفتوى على المجتمع، وذلك في إطار مقاصد الشريعة الإسلامية التي تقوم على رفع الحرج عن الناس وتحقيق مصالحهم.
الوسطية في الفتوى.. صمام أمان للمجتمع
وأشار المفتي السابق إلى أن الاعتدال في الفتوى يمثل صمام أمان يحمي المجتمع من التطرف والتسيب على حد سواء موضحًا أن الفتاوى الوسطية تحقق التوازن الفكري وتساعد الأفراد على تنظيم حياتهم وفق تعاليم الإسلام السمحة.
ودعا الدكتور شوقي علام إلى ضرورة التمسك بالمنهج الوسطي في الإفتاء مشددًا على أن ذلك يعد ضمانًا لتحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع كما حثّ المؤسسات الدينية على تكثيف جهودها لنشر الفهم الصحيح للدين والتصدي لمحاولات استغلال الفتوى لتحقيق مصالح ضيقة أو لتبرير أعمال العنف والتطرف.
وختم حديثه بالتأكيد على أن مسؤولية الإفتاء ليست مجرد مسألة علمية فحسب بل هي أمانة كبرى تتطلب الحكمة والدراية، مشددًا على ضرورة التزام المفتين بالمنهج الشرعي الصحيح لتحقيق المصلحة العامة للأمة.https://www.youtube.com/watch?v=jU4HTi-wLjg