لماذا ارتفعت أسعار الذهب عالميًا؟.. أستاذ اقتصاد لـ«اليوم»: معظم الدول تستخدم المعدن الأصفر لدعم احتياطياتها

كتبت- سماح غنيم
شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، متجاوزة حاجز 2,700 دولار للأونصة، وذلك نتيجة لتضافر عدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية، كما تشير التوقعات العالمية لعام 2025 إلى احتمال ارتفاع أسعار الذهب، فبعض المؤسسات المالية توقعت وصول سعر الأونصة إلى 3100 دولار بحلول نهاية العام.
أسباب ارتفاع أسعار الذهب
ارتفعت أسعار الذهب عالميًا لعدة أسباب، أبرزها ما يلي:
• التوترات الجيوسياسية: تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بين إيران وإسرائيل، أدى إلى زيادة الإقبال على الذهب كملاذ آمن للمستثمرين.
• سياسات البنوك المركزية: توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي دفعت المستثمرين نحو الذهب، حيث تقل جاذبية الأصول ذات العوائد المنخفضة مقارنة بالذهب الذي لا يدر عائدًا.
• زيادة مشتريات البنوك المركزية: قامت العديد من البنوك المركزية، خاصة في الأسواق الناشئة، بزيادة احتياطياتها من الذهب كوسيلة لتنويع الأصول وتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، مما دعم ارتفاع الأسعار.
• ضعف الدولار الأمريكي: انخفاض قيمة الدولار يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى، مما يزيد الطلب عليه ويرفع سعره.
• الطلب الاستثماري المتزايد: في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، يتجه المستثمرون نحو الذهب كوسيلة للتحوط، مما يزيد الطلب عليه ويرفع أسعاره.
لماذا ارتفعت أسعار الذهب عالميًا؟
في هذا الشأن، يقول الدكتور عمرو يوسف أستاذ الاقتصاد والتشريعات المالية والضريبية المساعد، إنه بين أيام وساعات قليلة يتقلب فيها أسعار المعدن الأصفر لما تتميز به تلك الأيام من ضغوطات على سعة الأسواق الاستهلاكية والضغط أكثر على حجم المعروض من الذهب الأصفر نتيجة الحساسية الشديدة لتلك الأيام، حيث تزيد حركة الشراء.
ويضيف “يوسف” في تصريحات لـ”موقع وجريدة اليوم” أن حجم إنتاج هذا السوق من تلك السلع تتمتع بالندرة النسبية، مما يؤدي إلى ازدياد الأسعار، خاصة وأن معظم الأفراد يعتبرون الذهب ملاذ آمن لمدخراتهم وليس فقط لأغراض التزيين به، ولذلك فكلما اشتدت الأسعار ازداد معها حركة البيع أملًا في تحقيق مكاسب من جراء عمليات الشراء تلك لتمثل في مضمونها أداة ضغط لزيادات أخرى متتالية وهذا ما يخص السوق المحلي.
أما بالنسبة للمعادن الأخرى، يقول: “قد تزيد زيادات طفيفة ولكن ليس بنفس درجة التأثر والتي يشهدها المعدن الأصفر، وعلى الصعيد العالمي فقد احتاطت معظم الدول حول العالم بالمعدن الأصفر لدعم احتياطيات الدول المالية وخاصة الدول العظمى والتي بات التسارع في زيادة مدخراتهم من الذهب كسباق محموم خيفة من توتر وتذبذب العملات الأجنبية وخاصة الدولار الأمريكي، فيما يشهد العالم من تغييرات جيوسياسية قد تدفع تلك العملات نحو الهبوط تارة والصعود تارة أخرى، ولذلك فقد اعتمدت معظم الدول دعم سلة المعدن لديها بالذهب”.
ويضيف أستاذ الاقتصاد: “الجزم بصعود أو هبوط الأسعار ليس بالأمر اليقين في الوقت الحالي نتيجة التغييرات السريعة على صعيد الأحداث الدولية، ولكن من المؤكد ازدياد حركة الشراء والطلب على تلك السلعة، خاصة تلك الأيام على الصعيد المحلي، الأمر الذي يمكن معه مشاهدة ارتفاعات مناسبة لحجم طلب السوق الاستهلاكي للمواطنين”.