روسيا تتوعد: أي قوات غربية في أوكرانيا ستُعتبر غزاة وقد تشعل حربًا عالمية ثالثة

في ظل التصعيد المستمر بين روسيا والدول الغربية بشأن الأزمة الأوكرانية، أصدرت السفارة الروسية في القاهرة بيانًا تحذّر فيه من مغبة أي تحرك لنشر قوات غربية في أوكرانيا، مؤكدةً أن أي قوات يتم إرسالها سيتم اعتبارها “غزاة”، مما قد يؤدي إلى تصعيد خطير في النزاع المستمر منذ أكثر من عامين.
ووفقًا للبيان الروسي، فإن فرنسا وبريطانيا، اللتين تقدمان الدعم لكييف منذ اندلاع الحرب، تفكران في إرسال قوات تحت ذريعة حفظ السلام، وهو ما تعتبره موسكو أمرًا غير مقبول على الإطلاق. وحذرت روسيا من أن أي وجود عسكري غربي في أوكرانيا سيواجه برد قوي، مشيرة إلى أن ذلك سيُنظر إليه على أنه تدخل مباشر في الصراع.
تصريحات ماكرون تثير الجدل
في سياق متصل، أدلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتصريحات وصف فيها روسيا بأنها تهديد لأوروبا، مؤكدًا أن “العدوان الروسي لا يعرف حدودًا”. كما أشار إلى ضرورة أن تكون أوروبا مستعدة لمواجهة موسكو إذا لزم الأمر. وأثار هذا التصريح موجة من الردود الحادة من الجانب الروسي، حيث اعتبره الكرملين “تصعيدًا خطيرًا للغاية” قد يؤدي إلى تداعيات لا يمكن التنبؤ بها.
موقف الكرملين وردود الفعل الروسية
المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أكد أن موسكو تتابع عن كثب هذه التصريحات الغربية، مشيرًا إلى أن تصريحات ماكرون حول احتمال إرسال قوات إلى أوكرانيا تمثل توجهًا خطيرًا جدًا. وأضاف بيسكوف أن روسيا لن تتردد في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية أمنها القومي، وستواصل عمليتها العسكرية حتى تحقيق أهدافها بالكامل.
رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، هاجم ماكرون بشدة، محذرًا من أن خطابه الحربي قد يؤدي إلى مأساة كبرى، مشيرًا إلى أن التصعيد الكلامي حول استخدام الأسلحة النووية أو إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا قد يدفع الأمور نحو حافة الهاوية.
في تطور جديد، استخدمت القوات الجوية الأوكرانية لأول مرة مقاتلات فرنسية من طراز “ميراج-200” في التصدي لهجوم روسي واسع النطاق. وأعلنت القوات الأوكرانية أنها تمكنت من إسقاط 34 من أصل 67 صاروخًا روسيًا، بالإضافة إلى اعتراض عشرات الطائرات المسيّرة التي أطلقتها موسكو.
بوتين: الغرب يقترب من “الخط الأحمر”
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بدوره، أشار إلى أن أي تدخل عسكري مباشر من قبل الغرب في أوكرانيا قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة، مؤكدًا أن موسكو لن تتراجع عن الدفاع عن مصالحها. وأضاف بوتين أن: “نشر قوات غربية في أوكرانيا هو تجاوز خطير للخطوط الحمراء التي حددتها روسيا”، محذرًا من أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى نزاع نووي واسع النطاق.
وبذلك تشير هذه التطورات إلى أن الصراع في أوكرانيا قد يتخذ منحى أكثر خطورة، في ظل التصريحات المتبادلة بين موسكو والعواصم الغربية. وبينما تؤكد روسيا أنها لن تتسامح مع أي وجود عسكري غربي في أوكرانيا، تتزايد المؤشرات على استعداد بعض الدول الأوروبية لاتخاذ خطوات أكثر جرأة في دعم كييف، مما قد يجرّ المنطقة إلى تصعيد غير مسبوق.
تعليق واحد