الإسلام وأخلاقيات الحرب.. قيم إنسانية تحمي الأبرياء وتضمن العدل مع الشيخ مصطفى ثابت

في ظل الحروب والصراعات التي يشهدها العالم اليوم، يؤكد الإسلام على معايير صارمة وأخلاقيات رفيعة في الحروب، تضمن حماية الأبرياء وعدم الاعتداء على غير المقاتلين. هذه القيم تجسدت في مواقف الصحابة رضي الله عنهم، كما أوضح الشيخ مصطفى ثابت، الداعية الإسلامي، خلال حديثه في برنامج “حضارة” على قناة الناس.

أخلاقيات الحرب في الإسلام.. لا اعتداء على الأبرياء

أكد الشيخ مصطفى ثابت أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وضع ضوابط واضحة للحروب، منها النهي عن الغدر، قتل الأبرياء، أو التمثيل بالقتلى، مشيرًا إلى أن الإسلام لم يكن دينًا عدوانيًا، بل دعا إلى السلم وجعل الحرب ضرورة لحماية الدين ورد العدوان، وليس لتحقيق مكاسب مادية.

موقف أبو دجانة في غزوة أحد.. نموذج للأخلاق في القتال

روى الشيخ مصطفى ثابت موقفًا مؤثرًا من غزوة أحد، عندما عرض النبي صلى الله عليه وسلم سيفًا على الصحابة وقال: “من يأخذ هذا السيف بحقه؟”، فلم يمنحه إلا بعد أن التزم الصحابي أبو دجانة بألا يستخدمه في قتل مسلم أو يفرّ به عن كافر.

وخلال المعركة، وجد أبو دجانة شخصًا يحرض المشركين بشدة، وعندما همَّ بقتله، اكتشف أنها هند بنت عتبة، فامتنع عن ذلك قائلًا: “كرهت أن أضرب بسيف رسول الله امرأة لا ناصر لها”. وهو موقف يجسد أحد أهم أخلاقيات الحرب في الإسلام، وهو عدم الاعتداء على النساء، الأطفال، وكبار السن، ما داموا غير مشتركين في القتال.

الحروب في ميزان الإسلام.. دفاع لا عدوان

أشار الشيخ مصطفى ثابت إلى أن المؤرخ ابن خلدون حدد أسباب الحروب عبر التاريخ في أربعة عوامل: التنافس على الموارد، الرغبة في العدوان، الدفاع عن الدين، والتمرد الداخلي. لكن الإسلام وضع معايير دقيقة تفرق بين الحرب العادلة والعدوان، حيث جعل الحرب وسيلة اضطرارية لحماية الدين والأنفس، وليس للسيطرة أو الطمع.

رسالة للعالم.. الأخلاق قبل السلاح

أكد الشيخ مصطفى ثابت أن العالم بحاجة إلى إعادة النظر في قوانين الحروب، لتكون مبنية على العدل والرحمة، تمامًا كما رسّخ الإسلام هذه القيم منذ أكثر من 1400 عام.

لمشاهدة الحلقة كاملة، يمكنكم متابعة الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=hFZYRRPwiko