الرئيسيةعرب-وعالم

ترامب وإعادة تشكيل النظام العالمي: طموحات توسعية تُشعل الفوضى الدولية

ترامب… رجل المرحلة والأحلام التوسعية (3)

منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير 2025، استأنف “دونالد ترامب” سياساته المثيرة للجدل، متجاوزًا كل الخطوط الحمراء، ومحاولًا إعادة رسم خريطة العالم بقرارات صادمة تشعل توترات دولية.

وقد أكدت تسريبات وتقارير أن إدارة “ترامب” تدرس خيارات تتراوح بين ضم كندا، وشراء جزيرة جرينلاند، و تغيير اسم خليج المكسيك، وكأن الولايات المتحدة في سباق لفرض سيادتها المطلقة على نصف الكرة الأرضية.

ضم كندا: لم يعد الحديث عنه مجرد فكرة، بل أصبح طموحًا علنيًا بدأ “ترامب” في الترويج له، بحجة أن كندا تعتمد اقتصاديًا على أمريكا، وأن هذه الخطوة تصحيحًا للتاريخ لحماية أمريكا من التهديدات الاقتصادية والجيوسياسية التي تمثلها الصين وروسيا، وسيتم ذلك خلال استراتيجيات غير مباشرة تهدف إلى زعزعة استقرار كندا اقتصاديًا وسياسيًا، لدفعها للاندماج مع الولايات المتحدة، ما أثار ذعر القادة الكنديين، الذين يرون فيه تهديدًا وجوديًا لوطنهم.

جزيرة جرينلاند: سبق أن رفضت الدنمارك بيعها عام 2019، لكنها عادت هدفًا إستراتيجيًا للولايات المتحدة، وترافق الطرح مع تهديدات ضمنية بأن رفض البيع سيقابل بتصعيد سياسي واقتصادي، ومحاولات لخلق أزمات داخلية تضعف السيطرة الدنماركية على الجزيرة .

ووفقًا لأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس الدكتور “أيمن الرقب” في تصريحات خاصة “لليوم”: “ترامب رجل اقتصاد، ويحسب خطواته بناءً على المكاسب المالية”، لذا نجد المقصد الحقيقي ليس شراء الجزيرة ، بل ابتزاز الدول قدر المستطاع، سواء كانت أوروبا، كندا، المكسيك، أو حتى بنما لتحقيق مكاسب اقتصادية دون الحاجة إلى الدخول في أزمات كبرى أو مواجهات مباشرة.

خليج المكسيك: في تصعيد غير مسبوق، يريد ترامب تغيير اسمه إلى “الخليج الأمريكي”،وكأنه يريد إعادة كتابة الجغرافيا بقوة النفوذ الأمريكي. ما أثار استياءً واسعًا في المكسيك، حيث اعتبرها الساسة إعلانًا للهيمنة الأمريكية.

ويري “الرقب”: أن هذه الخطوة أثرت بشكل مباشر على العلاقات بين المكسيك وأمريكا، وقد تنضم إليها دول أخرى من أمريكا اللاتينية، مما سيؤدي إلى أزمة اقتصادية ودبلوماسية، حيث أعلنت المكسيك أنها ستقاطع المنتجات الأمريكية بشكل واسع، ما قد يؤثر سلبًا على الاقتصاد الأمريكي.

الصين: أحد أكبر التحديات التي يواجهها “ترامب” هي التمدد الاقتصادي الصيني، ومن ثم يسعى إلى تقليص نفوذها، ويستشهد “الرقب” بما حدث في بنما، حين قطعت الأخيرة علاقاتها مع الصين تحت ضغوط أمريكية، معتبرًا أنه يستخدم أسلوب الترهيب ضد الدول لتحقيق أهداف اقتصادية ما سيضعف الاقتصاد الأمريكي، فقطع العلاقات الدبلوماسية مع العديد من الدول له تأثير سلبي كبير مما يضع الولايات المتحدة في موقف الخاسر الأكبر.

المجتمع الدولي: لا يتوقع “الرقب” أن يشكل عقبة أمام “ترامب”، وقد ظهر ذلك خلال العجز عن وقف الحرب في الأراضي الفلسطينية، ما يعكس ضعف المؤسسات الدولية في مواجهة القرارات الأمريكية الأحادية.

وأخيراً بين الطموحات التوسعية، والابتزاز الاقتصادي، والمواجهة مع الصين، يبدو أن الفترة الرئاسية الثانية “لترامب” ستكون فترة التوترات الجيوسياسية غير المسبوقة، فهل ستنجح استراتيجيته في تحقيق مكاسب للولايات المتحدة؟ أم أنها ستدفع بالعالم إلى أزمة لا يمكن السيطرة عليها؟

إقرأ أيضًا:

حلقة (1): ترامب… الشخصية النرجسية العنيفة

حلقة (2): النظرية الترامبية: إستراتيجية “إطلاق النار بأسرع معدل”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى