خالد الجندي: نسيان النعم بعد الأزمات ابتلاء أعظم من البلاء

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن الغفلة عن نعم الله بعد تجاوز المحن تُعد ابتلاءً عظيمًا، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الناس لا يدركون قيمة النعمة التي أنعم الله بها عليهم، سواء بعد الشفاء من المرض أو النجاة من الكوارث.
وأوضح الجندي، خلال حلقة برنامج “لعلهم يفقهون”، الذي يُعرض على قناة DMC، أن هذه الغفلة تتجلى بشكل واضح بعد الأزمات الكبرى، حيث يعود البعض إلى حياتهم الطبيعية وكأن شيئًا لم يكن، متناسين الفضل الإلهي الذي أنقذهم.
كورونا.. درس لم يعتبر منه الجميع
استشهد الجندي بجائحة كورونا كمثال حي على هذه الظاهرة، حيث قال إن العالم عاش في حالة شلل تام، شملت توقف الطيران، إغلاق المدارس والجامعات، وتعطيل المصانع، حتى وصل الحال إلى أن الناس ظنوا أن الموت بات قريبًا منهم.
ومع ذلك، عندما انحسرت الأزمة بفضل الله، عاد كثيرون إلى حياتهم دون أن يتأملوا في النعمة العظيمة التي أفاضها الله عليهم بزوال الكارثة.
وأضاف أن هذه الأزمة كشفت مدى ضعف الإنسان وعجزه أمام إرادة الله، حيث أدرك الجميع أن التقدم العلمي والتكنولوجي لم يكن كافيًا لمواجهة الفيروس، مشددًا على ضرورة أن يكون الإنسان أكثر وعيًا بنعم الله، فلا ينساها بعد زوال الشدة.
رفض مصطلحات تُقلل من الإيمان بقدرة الله
وفي سياق متصل، انتقد الجندي استخدام البعض لمصطلحات مثل “غضب الطبيعة” عند وقوع الكوارث الطبيعية مثل الحرائق، الأعاصير، أو الفيضانات، معتبرًا أن هذا النوع من التعبير يُضعف الإيمان بقدرة الله، حيث يجب على الإنسان أن يدرك أن كل ما يحدث في الكون هو بإرادة الله وليس مجرد ظواهر طبيعية عشوائية.
وأشار إلى أن هذه الأزمات يجب أن تكون فرصة للإنسان ليتأمل في قدرة الله ورحمته، مؤكدًا أن التعامل مع الأزمات وكأنها مجرد أحداث عادية دون التوجه بالشكر لله يُعد من أشكال الغفلة الكبرى التي تستوجب التوبة والاستغفار.
الدعوة إلى شكر النعم وعدم نسيانها
واختتم الشيخ خالد الجندي حديثه بدعوة الناس إلى التأمل في نعم الله وشكرها باستمرار، موضحًا أن النجاة من الأزمات هي رسالة إلهية ينبغي ألا تمر مرور الكرام. وأكد أن شكر النعمة لا يكون بالكلام فقط، وإنما بالعمل الصالح، والتواضع، والإحسان إلى الآخرين، مشددًا على أن الغفلة عن النعم قد تؤدي إلى زوالها، حيث قال تعالى: “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ” (إبراهيم: 7).
وفي النهاية، حذر الجندي من أن الإنسان الذي ينسى نعم الله بعد الأزمات قد يُبتلى ببلاء أشد، لأن النعمة حين تُسلب يكون فقدانها أصعب من تحمل المحنة ذاتها.