لماذا جاء ذكر الدعاء في آيات الصيام؟ اكتشف السر القرآني
سر استجابة الدعاء في الشهر الكريم.. كيف تغتنم الفرصة؟

يُعد الدعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، فهو صلة مباشرة بين العبد وخالقه، وقد وعد الله عز وجل بالإجابة لكل من رفع يديه متضرعًا، حيث قال في كتابه العزيز:
“وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” [البقرة: 186].
الدعاء في رمضان.. فرصة لا تُعوّض
جاءت هذه الآية الكريمة في سياق آيات الصيام، وهو ما يشير إلى الارتباط الوثيق بين الصيام والدعاء، حيث يُعد شهر رمضان فرصة عظيمة لتكثيف الدعاء، خاصة في أوقات الاستجابة مثل وقت الإفطار، والثلث الأخير من الليل، وليلة القدر.
وقد حثّ النبي ﷺ على الإكثار من الدعاء، حيث قال: “الدعاء هو العبادة” [رواه الترمذي]، مما يدل على عظمة هذه العبادة وأهميتها في حياة المسلم.
الدعاء للغير.. عبادة مضاعفة الأجر
إلى جانب الدعاء للنفس، يُستحب للمسلم أن يدعو لغيره من المسلمين، فقد جاء في الحديث الشريف: “دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل” [رواه مسلم].
وهذا يدل على أن الدعاء للآخرين يعود على صاحبه بالخير أيضًا، مما يعزز روح المحبة والتآخي بين المسلمين.
كيف يكون الدعاء مستجابًا؟
لضمان استجابة الدعاء، على المسلم أن يتحلى بالإخلاص، وأن يكون على يقين بالإجابة، وأن يتحرى أوقات الاستجابة، مثل السجود، وبين الأذان والإقامة، وعند نزول المطر. كما ينبغي تجنب الاستعجال، فقد قال النبي ﷺ: “يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يُستجب لي” [رواه البخاري ومسلم].
ختامًا
يبقى الدعاء من أعظم العبادات التي تحقق القرب من الله، وترفع البلاء، وتُضيء دروب الحياة بالرجاء والتوكل. فليحرص كل مسلم على المداومة عليه، خاصّة في شهر رمضان، وليتذكر أن الله قريب، يسمع دعاء عباده، ويستجيب لهم بفضله ورحمته.