تقارير-و-تحقيقات

برنامج “أياما معدودات” الحلقة 9 : كيف نصون ألسنتنا في رمضان؟

رب صائم لا يأخذ من صيامه إلا الجوع والعطش

في إطار الحلقة التاسعة من برنامج “أياما معدودات” مع الدكتور علاء الغريزي، والتي تناولت موضوع حفظ اللسان والبعد عن الغيبة والنميمة خلال الصيام، يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من خلال هذا الرابط:

مشاهدة الحلقة

تناولت الحلقة أهمية تهذيب اللسان كجزء أساسي من عبادة الصيام، محذرة من خطورة الغيبة والنميمة وأثرهما المدمر على الفرد والمجتمع. كما قدم الدكتور علاء الغريزي نصائح عملية لضبط اللسان والالتزام بالكلام الطيب، استنادًا إلى تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية.

حفظ اللسان .. والبعد عن الغيبة والنميمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
يقول النبي ﷺ: “رُبَّ صائمٍ ليس له من صيامِه إلا الجوعُ، ورُبَّ قائمٍ ليس له من قيامِه إلَّا السَّهَرُ” (رواه ابن ماجه).

هذا الحديث العظيم يوضح أن الصيام ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب، بل هو تهذيب للنفس، وضبط للجوارح، وأهمها اللسان. فكثير من الصائمين قد يفوتهم الأجر بسبب عدم حفظ ألسنتهم من الغيبة والنميمة والكلام البذيء.

أهمية اللسان ونعمة الكلام

  • اللسان من أعظم النعم التي وهبها الله للإنسان.
  • ميز الله به الإنسان عن سائر المخلوقات، فهو أداة للتعبير والتواصل.
  • يمكن أن يكون اللسان سببًا في دخول الجنة أو النار.

قال الله تعالى:
(وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ) [المؤمنون: 78]

تحذير القرآن من سوء استخدام اللسان:

  • قال تعالى: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) [الانفطار: 10-12]
  • قال تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق: 18]

الصيام ليس فقط عن الطعام والشراب

المفهوم الحقيقي للصيام

  • الصيام لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب فقط، بل يشمل حفظ اللسان وسائر الجوارح.
  • يقول النبي ﷺ: “إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم” (رواه البخاري ومسلم).
  • قال النبي ﷺ: “من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه” (رواه البخاري).

ضوابط اللسان في رمضان

  • الامتناع عن الغيبة والنميمة.
  • عدم الخوض في أعراض الناس.
  • تجنب الشائعات ونقل الكلام بين الناس.
  • الالتزام بالكلام الطيب، والذكر، وقراءة القرآن.

خطورة الغيبة والنميمة

تعريف الغيبة والنميمة

  1. الغيبة: هي ذكر أخيك بما يكره في غيابه، حتى لو كان فيه ما تقول.
    • قال النبي ﷺ: “أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره” (رواه مسلم).
  2. النميمة: نقل الكلام بين الناس للإفساد بينهم.
    • قال النبي ﷺ: “لا يدخل الجنة نمام” (رواه مسلم).

عواقب الغيبة والنميمة

في الدنيا

  • الوقوع في الذنوب: قال النبي ﷺ: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت” (رواه البخاري ومسلم).
  • ضياع الأجر: فمن يغتاب الناس قد يحبط صومه.
  • كراهية الناس له: المغتاب يُنفر الناس منه ويُنظر إليه بعدم الاحترام.

في القبر

  • الغيبة والنميمة من أسباب عذاب القبر.
  • قال النبي ﷺ: “أما أحدهما فكان لا يستتر من بوله، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة” (رواه البخاري).

في الآخرة

  1. عدم دخول الجنة: قال النبي ﷺ: “لا يدخل الجنة نمام”.
  2. عذاب أليم يوم القيامة:
    • يكون للنمام لسانان من نار يوم القيامة.
    • يمزق وجهه بأظافره من نحاس.

أقوال السلف في حفظ اللسان

  • أبو بكر الصديق: كان يمسك بلسانه ويقول: “هذا الذي أوردني الموارد”.
  • عبد الله بن مسعود: قال: “والله الذي لا إله إلا هو، ما شيء أحوج إلى طول سجن من لساني”.
  • قتادة: قال “عذاب القبر بسبب الغيبة، والنميمة، وعدم التنزه من البول”.
  • أحد الصالحين: قال “ترك الغيبة أحب إليَّ من التصدق بجبل من ذهب”.

علاج آفات اللسان

  1. استشعار رقابة الله: أن تعلم أن كل كلمة تُسجَّل وستُحاسب عليها.
  2. محاسبة النفس قبل الكلام: قال النبي ﷺ: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت”.
  3. الاشتغال بالذكر وقراءة القرآن: فمن شغل لسانه بالطاعة، لم يجد وقتًا للغيبة.
  4. التصدق عند الخطأ: مثل ما فعل عبد الله بن وهب عندما عاقب نفسه على الغيبة بالصيام والصدقة.
  5. الصحبة الصالحة: البعد عن المجالس التي يكثر فيها الكلام السيئ.

الخاتمة

  • الصيام ليس فقط عن الطعام والشراب، بل عن كل قول وفعل يغضب الله.
  • حفظ اللسان من أسباب دخول الجنة، كما قال النبي ﷺ: “من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة”.
  • لنجعل من رمضان فرصة للإصلاح، والامتناع عن كل كلام لا يرضي الله.

اللهم اجعلنا من الذين يصومون جوارحهم عن كل معصية، وأعنَّا على حفظ ألسنتنا، واغفر لنا ذنوبنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights