تقارير-و-تحقيقات

حرائق وسط القاهرة.. مأساة في قلب العاصمة

تقـريـر – آيـة زكـي

في قلب القاهرة وبعد منتصف الليل بساعات، دوى صوت سيارات الإطفاء يقطع سكون الليل، معلنًا عن أزمة كبيرة استيقظ عليها سكان المنطقة في حالة من الذعر، تصاعدت ألسنة اللهب في السماء وغطى الدخان الكثيف الشوارع، مما حجب الرؤية عن المارة الذين وقفوا في حالة من الصدمة أمام مشهد النيران التي تلتهم أحد أهم المرافق الصحية في البلاد، المعامل المركزية لوزارة الصحة، المكان الذي يُعد ركيزة أساسية في إجراء التحاليل والفحوصات الطبية.

رجال الحماية المدنية هرعوا إلى الموقع في محاولة للسيطرة على الحريق، سيارات الإطفاء اصطفت في المكان بينما كان رجال الإطفاء يسابقون الزمن لمنع انتشار النيران إلى المباني المجاورة، ولكن ضخامة الحريق وتعقيد موقعه زاد من صعوبة المهمة، فيما حاول بعض الأهالي المساعدة وسط حالة من القلق والترقب، أصوات الاستغاثات امتزجت بصوت انفجارات متتالية داخل المبنى، ما أثار مخاوف من كارثة أكبر قد تهدد سكان المنطقة والعاملين في المعامل.

لم تتضح أسباب الحريق بعد، لكن التكهنات تشير إلى احتمالية حدوث ماس كهربائي أو تسرب مواد كيميائية قابلة للاشتعال، فيما بدأت الجهات المختصة التحقيق لكشف ملابسات الحادث، بينما عبّر عدد من المواطنين عن غضبهم وحزنهم على خسارة هذا المرفق الحيوي، خاصة أنه يلعب دورًا رئيسيًا في النظام الصحي المصري، كثيرون وقفوا يتابعون المشهد في صمت، وكأنهم لا يصدقون أن أحد أهم المؤسسات الطبية في البلاد قد تحولت إلى كتلة من اللهب والدخان.

ومع مرور الوقت، نجحت قوات الحماية المدنية في السيطرة على الحريق، ولكن بعد أن التهمت النيران أجزاءً كبيرة من المبنى، الخسائر المادية تبدو فادحة، فيما لم ترد تقارير رسمية حتى الآن عن وقوع إصابات أو خسائر في الأرواح، لكن المؤكد أن هذا الحريق كشف عن الحاجة الملحة لتعزيز إجراءات الأمان في المنشآت الحيوية، منعًا لتكرار مثل هذه الكوارث التي لا تهدد فقط الممتلكات، ولكن قد تعرض حياة المواطنين للخطر أيضًا.

إطفاء حريق معامل وزارة الصحة

ويرى الخبراء أن هناك عدة عوامل رئيسية تساهم في انتشار الحرائق في المناطق الحيوية بالعاصمة، منها البنية التحتية القديمة، وغياب معايير الأمان في بعض المباني، بالإضافة إلى العوامل البيئية مثل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الأحمال الكهربائية.

إجراءات السلامة مهملة في بعض المنشآت الحيوية

وقال صبري الجندي مستشار وزير التنمية المحلية الأسبق،أن العديد من المباني في وسط القاهرة قديمة وتعاني من تهالك أنظمة الكهرباء والتهوية، ما يجعلها عرضة لحدوث ماسات كهربائية تؤدي إلى اندلاع الحرائق.

وأشار “الجندي” في تصريحات لـ ” اليوم“، إلى أن تخزين المواد القابلة للاشتعال في أماكن غير مجهزة يزيد من خطورة هذه الحوادث، مؤكدًا على أنهضرورة إجراء مراجعة دورية لأنظمة السلامة في المباني الحكومية والخدمية.

وأوضح مستشار وزير التنمية المحلية الأسبق، أن تأخر اكتشاف الحريق أو عدم وجود أنظمة إنذار مبكر قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة، مشيرًا إلى أن بعض المنشآت لا تلتزم بتطبيق إجراءات السلامة المطلوبة، مثل تركيب رشاشات المياه التلقائية أو أنظمة إطفاء الحريق، مؤكدًا،على أهمية تدريب العاملين في المؤسسات الحكومية والخاصة على كيفية التعامل مع الحرائق في مراحلها الأولى للحد من الخسائر.

تهالك شبكات الكهرباء وزيادة الأحمال سبب رئيسي للحرائق

َومن جانبه، أوضح اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن السبب الرئيسي لمثل هذه الحرائق قد يكون ماسًا كهربائيًا، خاصة أن العديد من المباني في القاهرة تعاني من تهالك شبكات الكهرباء وزيادة الأحمال، لافتًا، إلى أن تخزين المواد القابلة للاشتعال في بيئة غير مؤمنة يمكن أن يؤدي إلى كوارث مماثلة.

وأكد”نور الدين” في تصريحات لـ “اليوم“، على ضرورة مراجعة إجراءات الأمان في المؤسسات الحيوية بشكل دوري، مشدداً على أهمية تطوير منظومة الحماية المدنية لضمان سرعة الاستجابة في مثل هذه الحوادث.

كما أشار إلى أن فرق الإطفاء تمكنت من السيطرة على حريق الأخير المعامل المركزية لوزارة الصحة، إلا أن الخسائر المادية بدت فادحة، في انتظار التقارير الرسمية التي ستكشف حجم الأضرار بدقة.

محافظ القاهرة يتفقد أعمال الإطفاء

لجنة هندسية لفحص تأثر العقار وإزالة الآثار فور انتهاء التحقيقات

قرر الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، تشكيل لجنة هندسية لبيان مدى تأثر العقار من الحادث، كما وجه بسرعة إزالة الأثار التى نتجت عن الحريق عقب انتهاء النيابة العامة والبحث الجنائى من معاينة المكان لبيان أسباب الحادث .

وكان مركز السيطرة للشبكة الوطنية للطوارىء والسلامة العامة بمحافظة القاهرة، قد تلقى بلاغًا بنشوب حريق داخل مبنى المعامل المركزية نتيجة حريق ببئر الاسانسير من الدور الأول الى الدور الأخير، وامتد الى جزء من مبني التراخيص الطبية المجاور لمبنى المعامل، وعلى الفور انتقلت قوات الحماية المدنية ومسئولو الحى لموقع البلاغ للسيطرة على الحريق ومنع امتداده إلى العقارات المجاورة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى